سادت حالة من الغضب الشعبي الواسع عقب قيام جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية بتسليم المطارد عبادة رواجبة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقاله خلال نقله من سجن أريحا إلى سجن آخر في نابلس.
ويرى نشطاء وكتّاب ومحللون أن ما جرى يمثل "جريمة وطنية وخيانة للقضية الفلسطينية"، محمّلين السلطة وأجهزتها الأمنية كامل المسؤولية عن حياة رواجبة وما قد يتعرض له من انتهاكات.
الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين قال إن "السلطة سلّمت المطارد عبادة رواجبة للاحتلال"، موضحًا أن جيش الاحتلال اعتقله على حاجز الحمرا في الأغوار أثناء نقله من سجن أريحا إلى سجن الجنيد. وأضاف في منشور عبر فيسبوك: "التنقل بين السجون لا يتم إلا بتنسيق أمني مسبق"، واصفًا ما جرى بأنه "استلام وتسليم تحت غطاء اعتقال على الحاجز". وأكد أن عمل السلطة مع الاحتلال بات علنيًا منذ الهجوم على مخيم جنين، معربًا عن استغرابه ممن لا يزالون يمدون يدهم للمصالحة والحوار مع هذه السلطة.
من جانبه، أكد أبو عماد الدحبور أن "مخابرات السلطة ارتكبت اليوم جريمة وطنية لا تُغتفر حين سلّمت المطارد عبادة رواجبة للاحتلال من تحت الطاولة"، مشددًا على أن هذا الفعل يمثل تواطؤًا من جهة يُفترض بها حماية الشعب. وحمّل السلطة المسؤولية الكاملة عن هذه "الخيانة الوطنية الكبرى" وعن حياة رواجبة.
أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فقد حمّلت في بيان لها السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن اعتقال قوات الاحتلال للرفيق المقاوم عبادة رواجبة أثناء نقله قسرًا من سجن أريحا إلى سجن نابلس صباح الأحد الماضي.
وأوضحت أن الأجهزة الأمنية كانت تعلم مسبقًا بأن الاحتلال يطالب منذ فترة بتسليمه ويضغط على عائلته، مشيرة إلى أن رواجبة رفض التوقيع على الإفراج عندما عُرض عليه، لأنه كان يدرك أن ذلك فخ سيؤدي إلى اعتقاله.
وأكد البيان أن رواجبة، وهو من بلدة روجيب، اعتقلته الأجهزة الأمنية بعد إصابته على يد قوات الاحتلال أثناء مقاومته حصار مخيم جنين.
من جانبه، كتب صاحب حساب "ضمير فلسطين": "وكلاء الاحتلال وشركاؤه سلّموا الجريح المطارد عبادة رواجبة عند حاجز الحمرا"، مضيفًا أن هذه هي "منجزات أوسلو وبنادقها التي تغتصب مع الاحتلال حقوق وإرادة الشعب الفلسطيني".
كما أكد حذيفة عزام أن "تسليم المجاهد البطل عبادة رواجبة، قائد كتيبة مخيم بلاطة، ليست الجريمة الأولى التي تقترفها سلطة الاحتلال الثاني (أراذل عباس) ولن تكون الأخيرة". وأشار إلى أن "بدعة تسليم السلطة للمطلوبين المطاردين عن طريق نقلهم من سجن إلى سجن، هي سنّة سيئة سنّها جبريل الرجوب ومحمد دحلان، وعليهما وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".