كشف رئيس سلطة الطاقة في الحكومة الوزير ظافر ملحم، عن إعطاء توجيهات لشركة توزيع الكهرباء للبدء بإعادة هيكلة وتأهيل شبكات التوزيع في قطاع غزة لتكون "قادرة على استيعاب" الطاقة الكهربائية القادمة خلال المرحلة المقبلة، مشيرا في الوقت ذاته، إلى الانتهاء من إعداد خطة عمل تنفيذية وفق رؤية مشتركة بين موظفي سلطته بغزة والضفة لتحسين وضع الكهرباء.

ونبه ملحم في مقابلة خاصة مع صحيفة "فلسطين" عبر الهاتف، إلى أن سلطة الطاقة قامت بتشكيل لجنة مؤلفة من موظفيها بغزة والضفة، وهي بصدد الانتهاء من إعداد خطة عمل تنفيذية وفق رؤية مشتركة، تمهيدا لدراستها بشكل نهائي من رئاسة سلطة الطاقة والبدء باتخاذ إجراءات لحل مشاكل الكهرباء في القطاع.

وذكر أن سلطة الطاقة أعدت الخطة التفصيلية بعد قيامها بعرض خطة مبدئية على مجلس الوزراء مؤخرا.

وبين أن الخطة التفصيلية تتضمن تخفيض العجز الكهربائي إلى الحد الأدنى، في المرحلة الطارئة، ضمن مرحلة إنعاش الكهرباء لتحسين وضع الكهرباء كما كان عليه الوضع قبل أزمة جدول الكهرباء الحالي (4 ساعات وصل و12 قطع) إضافة لتحسين وضع شبكات توزيع الكهرباء.

وأشار ملحم إلى تفاصيل المرحلة الأولى التي تمتد على مدار ثلاثة أعوام لتحسين عمل محطة التوليد، وتوسعة خطوط الربط مع شركة كهرباء الاحتلال، وتقوية الخطوط الناقلة مع مصر، مؤكدا أن العمل سيبدأ قريبا في هذا الاتجاه.

وأوضح أن العمل بدأ بوضع تفاصيل الخطة التفصيلية من ناحية التكلفة المالية، وتيارات الربط، ووضع الشبكات الكهربائية في القطاع من ناحية وضع المحولات، ترجمت لخطة مفصلة تعكس الحاجة المالية وآلية التنفيذ وفق جدول زمني ليكون واضحا للجميع ممن يريد المساعدة في تمويلها.

ونبه ملحم إلى أن الخطة مكلفة ماليا تحتاج لشبكات نقل وشبكات توزيع ومحطات تحويل رئيسية في القطاع، وبناء خطوط ضغط عالٍ مع الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة توسعة محطة توليد الكهرباء وإعادة هيكلتها وصيانتها، وكذلك الخطوط المصرية.

وردًا على سؤال "فلسطين" بشأن الفترة التي سيلمس المواطن فيها أثرا في خطة الإنعاش، أعرب عن أمله في أن يكون قريبا، مشيرا إلى أن ذلك يعتمد على العوامل الخاصة بالجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، من ناحية توفير الشبكات والأمور الفنية المناسبة لإعادة الوضع لما كان عليه سابقا.

وأكد أن سلطة الطاقة تبذل كافة الجهود لتوفير الطاقة بالحد الأدنى مثل السابق، دون تحديد جدول زمني لذلك.

الكهرباء الإسرائيلية

وتابع أن سلطة الطاقة قامت بتوسعة "صندوق الدوار" بمبلغ 2،5 مليون دولار لتوفير وحدات طاقة شمسية لغزة، والبدء بالعمل قريبا في صيانة الشبكات الكهربائية وتوصيل الكهرباء لمحطتي التحلية في شمال القطاع وفي مدينة خان يونس، بالإضافة للانتهاء من خطة العمل التنفيذية لحل مشكلة الكهرباء يتخللها دراسة موضوع كمية الكهرباء الواردة من الاحتلال.

وأكمل ملحم فيما يتعلق برفع كمية الكهرباء الإسرائيلية الواردة لغزة من 75 ميغا واط حاليا إلى 120 ميغا واط قبل الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطة ضد غزة، موضحا أن هناك اجتماعات قائمة ومستمرة مع الاحتلال سيطرح هذا الأمر فيها، مستدركا: "الأمور هنا غير واضحة، لأنه يجب أن تكون العناصر المراد توفيرها متوفرة، وحتى اللحظة نحن بحاجة لبعض الوقت".

ومن بين تلك الظروف والعناصر، كما أشار ملحم، البدء بإجراءات لتصويب الأوضاع المالية داخل شركة توزيع الكهرباء بغزة، وأن تقوم الشركة ببناء جزء من الشبكات من أموالها.

وذكر رئيس سلطة الطاقة أن ملف الكهرباء بغزة يصعب حله في يوم وليلة، وهو بحاجة للوقت والموارد المالية، وأي تحسن بالكهرباء بحاجة إلى جهود لتوفير الطاقة وإعادة ترتيب وتوزيع الكهرباء على جميع السكان في القطاع.

وبشأن نتائج زيارته الأخيرة للقطاع، أوضح أن الزيارة جاءت ضمن برنامج دوري ومنتظم من الزيارات للقطاع بحضور موظفي السلطة من الضفة الغربية وقطاع غزة للاندماج معا، والخروج برؤية وعمل مشترك لتوحيد نشاطات سلطة الطاقة، ووضع خطط مشتركة للنهوض بقطاع الكهرباء بفلسطين وخاصة في غزة.