فلسطين أون لاين

لليوم الـعاشر لـ "أبواب الجحيم" ...

مدينة غزَّة تُباد.. غارات تدمر أبراجًا ومراكز إيواء وتترك الآلاف في العراء

...
مدينة غزَّة تُباد.. غارات تدمر أبراجاً ومراكز إيواء وتترك آلاف العائلات في العراء
متابعة/ فلسطين أون لاين

تواصلت اليوم الأحد، غارات الاحتلال العنيفة على غرب مدينة غزة، مخلفةً عشرات الشهداء والجرحى ودماراً واسعاً في المباني السكنية والأحياء المكتظة بالنازحين، وآلاف العائلات في العراء بلا مأوى.

وشملت الاستهدافات مباني وعمارات بارزة في حي تل الهوا والرمال الجنوبي وشارع الجلاء وشارع اليرموك، إضافة إلى استهداف خيام النازحين ومراكز الإيواء، كما وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات متتالية استهدفت مباني الجامعة الإسلامية بمدينة غزة.

 وأسفر القصف عن سقوط سبعة شهداء في مبنى قرب منتزه برشلونة، وتدمير برج الكوثر وعمارة الربيع وعدد من المنازل، فضلًا عن أضرار جسيمة في مبانٍ مجاورة.

كشفت مصادر ميدانية، أن العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة دخل مرحلة جديدة من التصعيد، ترتكز على استهداف المباني والعمارات السكنية الواقعة وسط المخيمات المليئة بالنازحين، إضافة إلى الأبراج القريبة من المفترقات الرئيسية في غرب المدينة، حيث تحيط بها أكبر تجمعات النزوح في القطاع.

وأكدت المصادر  لـ "فلسطين أون لاين"، أن كل برج يتم تدميره يسقط حطامه فوق عشرات الخيام التي تؤوي آلاف العائلات المشردة.

وأوضحت أن الاحتلال لجأ مؤخرًا إلى أسلوب جديد في الإخلاء القسري، يقوم على توجيه إنذار عام لمربعات سكنية كاملة دون تحديد الهدف بدقة، ما يجعل كل بيت وزقاق عرضة للقصف في أي لحظة. وغالبًا ما يمتد القصف إلى أكثر من منزل داخل الحي نفسه، في محاولة لتوسيع دائرة الدمار وتشريد أكبر عدد من العائلات.

وتشير المصادر أن ما يجري في غزة اليوم يُشكّل تطبيقًا عمليًا لمفهوم التطهير العرقي، يتم تنفيذه بخطوات متتابعة، ويهدد نحو مليون فلسطيني بالتهجير تحت النار إلى مصير مجهول، في ظل غياب أي مقومات للحياة أو أماكن آمنة بديلة.

المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أوضح أن أكثر من ستة آلاف مواطن أصبحوا بلا مأوى خلال أربعٍ وعشرين ساعة فقط نتيجة الغارات الأخيرة، مشيراً إلى أن الاحتلال حذّر بعض البنايات قبل قصفها لكنه استهدف منازل أخرى دون إنذار، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة العديد من الجرحى.

وأضاف، في بيان أمس السبت، أن سكان غزة يعيشون ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة في ظل الحصار والقصف المستمر، فيما يواجه أكثر من مليون إنسان خطر الموت المباشر جراء السياسات الإسرائيلية، بينهم آلاف الأطفال الذين تهدد حياتهم المجاعة وانعدام المقومات الأساسية للعيش.

وفي هذا السياق، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما وصفه بسياسات التضليل والكذب التي يعتمدها جيش الاحتلال في خطابه الموجه للرأي العام المحلي والدولي، مؤكداً أن هذه الادعاءات الزائفة ليست سوى غطاء لجرائم حرب موثقة تُرتكب بحق المدنيين.

وأوضح البيان أن الاحتلال يزعم استهدافه للمقاومة، بينما الحقائق الميدانية تشير بوضوح إلى أن الهجمات تتركز على المدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية والأبراج السكنية وخيام النازحين وحتى المؤسسات الإنسانية والدولية العاملة في غزة.

وأكد المكتب أن هذه الممارسات تمثل سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، مشدداً على أن الاحتلال يرتكب منذ 23 شهراً جرائم قتل وتهجير وتدمير شامل تحت غطاء دولي وصمت عالمي مريب.

وحمّل البيان إسرائيل، ومعها الإدارة الأمريكية والدول الداعمة، المسؤولية الكاملة عن استمرار العدوان، واصفاً ما يحدث بأنه من "أفظع الجرائم في التاريخ الحديث".

ودعا الإعلام الحكومي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية حول العالم إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال باعتبارهم مسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب الملاحقة أمام المحاكم الدولية.

بدأ الاحتلال، الجمعة، مرحلة جديدة من حرب الإبادة على قطاع غزة، عبر استهداف الأبراج السكنية في مدينة غزة التي تضم مئات النازحين، بعد ساعات من إعلان وزير الحرب يسرائيل كاتس فتح ما وصفه بـ"أبواب الجحيم".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت الإبادة الإسرائيلية أكثر من 64,300 شهيد و162,000 جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود ومئات آلاف النازحين. كما أودت المجاعة بحياة 376 فلسطينياً بينهم 134 طفلاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.