فلسطين أون لاين

"لعنة غزَّة تطاردهم"... تقرُّحات وحشرات تنهش جنود الاحتلال في مواقعهم

...
"لعنة غزَّة تطاردهم"... تقرُّحات وحشرات تنهش جنود الاحتلال في مواقعهم
متابعة/ فلسطين أون لاين

بعدما عانى سكان غزة من تفشي الأمراض الجلدية بسبب غياب أدنى مقومات الصحة والنظافة جراء الحصار والتدمير، بدأت العدوى تمتد إلى جنود الاحتلال أنفسهم.

فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، أن مئات الجنود النظاميين وقوات الاحتياط المنتشرين في مواقع متقدمة داخل القطاع، أصيبوا بتقرحات جلدية وحكة شديدة نتيجة لسعات البراغيث والبق والحشرات، وسط بيئة ملوثة بروائح كريهة ومياه آسنة.

الصحيفة نشرت صوراً للتقرحات على أجساد الجنود، ونقلت عن أحد أولياء الأمور قوله إنه اكتشف إصابة ابنه بالصدفة خلال إجازة قصيرة: "لقد كان الأمر مفزعاً... لم يعد الجنود قادرين على النوم بسبب الحكة المستمرة. إنها لعنة غزة تطاردهم"، على حد تعبيره.

ووفق شهادة أحد ضباط الاحتياط، فإن هذه الظاهرة منتشرة في عدة مناطق أبرزها جباليا وحي الزيتون، حيث يقيم الجنود في نقاط مراقبة وسط ظروف بدائية تفتقر إلى النظافة.

ورغم أن الجيش زوّدهم بفرشات للنوم، إلا أن الكثيرين يفضلون الأرض بسبب تفشي الحشرات داخلها.

وأضاف الضابط أن بقاءهم هناك منذ مايو/أيار الماضي دون أي حلول جذرية جعل حياتهم اليومية أقرب إلى مأساة صحية.

ورغم الشكاوى الكثيرة، علّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن القيادة "لم تسمع" عن مثل هذه الظاهرة، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة تجاهلاً مقصوداً لمعاناة مئات الجنود.

ونقلت عن ضابط آخر قوله إن المبيدات لا تكفي وحدها، وأن الأمراض تنتشر عبر الذباب والحيوانات والهواء، ليجد الجنود أنفسهم يعانون من نفس الظروف الصحية القاسية التي فرضوها على سكان غزة.

إحدى الشهادات جاءت من والد جندي يخدم في صفوف الجيش النظامي، وصف ما يمر به ابنه قائلاً: "ليس الأمر حرباً فقط، بل يُجبرون أولادنا على العيش وسط القمامة مع الكلاب والقطط الضالة. يعودون إلينا محمّلين بأمراض لا نعرف إن كانوا سيشفون منها. كل ما نسمعه وعود فارغة عن توفير حمامات ومراحيض كيماوية لم تصل حتى الآن".

ويأتي هذا بينما تؤكد تقارير صحية فلسطينية أن الأمراض الجلدية في غزة وصلت إلى مستويات وبائية بسبب تدمير البنية التحتية، وانعدام المياه النظيفة والمرافق الصحية. ومع استمرار الحرب، يبدو أن هذه "الآفة" لم تقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل ارتدت أيضاً على جنود الاحتلال الذين يحاصرونهم.

وتكدس أكثر من 1.7 مليون نازح في مناطق مكتظة، لا تتجاوز مساحتها 12% من مساحة القطاع، حوّل المخيمات ومراكز الإيواء إلى بؤر لانتقال العدوى.

وأكدت تقارير رسمية أن أمراضًا جلدية ومعوية واسعة الانتشار، مثل الجرب والقمل والطفح الجلدي، ظهرت بشكل حاد بين الأطفال والنازحين، فيما ساهم سوء التغذية في إضعاف المناعة وزيادة قابلية انتقال العدوى.

وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة، ارتفعت أسعار مواد النظافة في قطاع غزة بأكثر من 600% خلال الأشهر الأخيرة، في ظل استمرار الحصار ومنع الاحتلال إدخال المستلزمات الأساسية، ما جعل غالبية الأسر عاجزة عن تأمينها.