فلسطين أون لاين

المقاومة تستعد لمرحلة مفصلية في التصدي للعدوان

خبيران: قصف الأبراج سياسةً فاشلةً ضمن خطَّة التَّجميع والتَّجويع لتهجير الغزيين

...
خبيران: قصف الأبراج سياسة فاشلة ضمن خطة التجميع والتجويع لتهجير الغزيين
غزة/ علي البطة:

تواجه مدينة غزة واحدة من أشد وأعنف العمليات العسكرية العدوانية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في تاريخها، في سياق حرب إبادة تهدد بتسويتها بالأرض ومحوها عن الخريطة.

وبحسب تقديرات خبراء في الشؤون العسكرية، فإن ما يجري لا يندرج فقط ضمن حرب تقليدية، بل ضمن مخطط ممنهج لهدم المدينة وتهجير مواطنيها، وتحويلها إلى أرض خالية من أهلها.

وتكثف قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة من هجماتها على معظم الأحياء السكنية في غزة، وامتدت لتطال بالتدمير عددا من أبراجها السكنية في خطوة تهدف لإرغام أكثر من مليون فلسطيني على النزوح قسرا من المدينة لتحقيق هدف الاحتلال الأخطر، وفق الخبراء.

ويرى الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من تدمير للأبراج السكنية والأحياء في مدينة غزة، يهدف إلى تدمير البنية العمرانية بالكامل ودفع المواطنين إلى النزوح جنوبا. هذا النزوح القسري ليس فقط أداة ضغط على المقاومة، بل جزء من خطة لإفساح المجال أمام اجتياح عسكري يسوي المباني بالأرض.

ويضيف الشرقاوي لصحيفة "فلسطين" أن أنقاض المباني التي تراكمت بسبب القصف، باتت تخدم المدافعين عن المدينة أكثر من قوات الاحتلال، إذ أصبحت تحصينات طبيعية تعيق حركة القوات المعادية وتحسن ظروف عمل المقاومين.

التهجير كهدف استراتيجي

من جهته، يشير الخبير العسكري ناجي ملاعب إلى أن عملية التدمير الواسعة للأبراج والاحياء السكنية لا تجري عشوائيا، بل هي جزء من عملية منظمة تنفذها حكومة الاحتلال، مدعومة بخطط أمريكية سابقة. لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خصص في بداية عهده الجديد 300 مليون دولار لتزويد كيان الاحتلال بجرافات ضخمة من شركة "كاتلر بلر"، في إشارة إلى تجهيز الاحتلال بمعدات لهدم واسع النطاق.

ويقول ملاعب لصحيفة "فلسطين"، إن خطة الاحتلال لتهجير مواطني غزة تتجاوز الأهداف العسكرية، لتصبح جزءا من استراتيجية تهدف إلى محو ملامح مدينة غزة بالكامل، وتغيير واقعها السكاني، عبر سياسة "التجميع والتجويع" التي تدفع السكان نحو الهجرة الجماعية.

دور شخصيات دولية في المخطط

ويحذر الشرقاوي من أبعاد استثمارية وراء الهجوم العدواني على غزة، ويقول إن ترامب، إلى جانب جاريد كوشنر وتوني بلير، يحملون في مخيلاتهم مشروع "الريفيرا" وهو مخطط استثماري يقوم على تحويل قطاع غزة إلى منطقة سياحية وتجارية بعد تهجير سكانها وتدمير بنيتها التحتية.

وفي ظل سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها الاحتلال، يصر معظم سكان غزة على البقاء في مدينتهم رغم القصف والتدمير. ويشير الشرقاوي إلى أن عشرات آلاف العائلات في غزة قررت عدم الانصياع لأوامر الإخلاء ورفضت مغادرة منازلها، رغم المخاطر.

ويعتبر هذا الموقف الشعبي الحاسم جزءا من استراتيجية الصمود، ورسالة واضحة بأن الغزيين لن يتركوا أرضهم طوعا، رغم فظاعة المجازر وشدة الحصار.

تكتيكات المقاومة

يوضح الخبيران أن المقاومة الفلسطينية طورت تكتيكات فعالة لمواجهة قوات الاحتلال في غزة. ويشير الشرقاوي إلى أن الاعتماد على الأنفاق والكمائن بات أساسيا، حيث تنفذ هجمات مباغتة على نقاط تمركز قوات الاحتلال، ما يربك صفوف العدو ويكبدها خسائر.

أما ملاعب، فيشير إلى أن تقارير جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسها تؤكد فشل عملية "عربات جدعون" الاولى، والتي لم تحقق أهدافها رغم الدعم الجوي والتفوق التقني. وأكد أن ضباط الاحتلال باتوا أكثر حرصا على حماية أنفسهم من التورط في اشتباكات مباشرة، ما يكشف عن الروح القتالية العالية للمقاومة، التي تقاتل "من مسافة صفر"، وتستغل تضاريس المدينة لصالحها.

ويشدد الشرقاوي على أن نجاح خطة احتلال غزة ليس قدرا محتوما، فالمقاومة لا تزال تملك أوراقا مهمة، أبرزها الدعم الشعبي، وقدرتها على التكيف مع تغير الميدان.

 

المصدر / فلسطين أون لاين