دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، "برج الرؤيا" السكني غرب مدينة غزة، وهو مبنى متعدد الطوابق يضم مئات الشقق السكنية والمقار التجارية والخدمية، وذلك بعد وقت قصير من إنذاره سكانه والنازحين في محيطه بالإخلاء.
وأفادت مصادر محلية، أن جيش الاحتلال أنذر سكان المبنى والمنطقة المجاورة في شارع جمال عبد الناصر، ومنحهم وقتاً قصيراً لمغادرته، قبل أن تستهدفه المقاتلات الحربية مرتين بشكل متتالٍ، ما أدى إلى انهياره بالكامل.
وأوضح الشهود أن القصف دمّر أيضاً عشرات الخيام التي كانت تؤوي مئات النازحين بجواره، في منطقة تضم آلاف الخيام ومرافق خدمية ومستشفى قريب.
ويوم أمس الأحد، دمر الطيران الحربي الإسرائيلي، "عمارة الرؤية" السكنية غربي مدينة غزة، في إطار تكثيف استهدافه للأبراج والعمارات السكنية ضمن عملياته العسكرية الرامية إلى احتلال المدينة.
وأفادت مصادر محلية، بأن القصف الإسرائيلي سوّى المبنى المكون من 7 طوابق بالأرض بشكل كامل، موضحاً أنه كان يضم نحو 30 شقة سكنية.
ويأتي ذلك، بعد يوم من تدمير برج "السوسي" السكني المكوّن من 15 طابقاً ويضم أكثر من 60 شقة، والذي استُهدف السبت، غداة قصف برج "مشتهى" وسط مدينة غزة.
بدأ الاحتلال، مرحلة جديدة من حرب الإبادة على قطاع غزة، عبر استهداف الأبراج السكنية في مدينة غزة التي تضم مئات النازحين، بعد ساعات من إعلان وزير الحرب يسرائيل كاتس فتح ما وصفه بـ"أبواب الجحيم".
وأقدمت طائرات جيش الاحتلال على قصف "برج مشتهي" غرب المدينة، الجمعة، وهو أحد المباني القليلة المتبقية التي كانت تؤوي مئات الفلسطينيين النازحين، ما أدى إلى تدميره بالكامل، بعد إنذار قاطنيه لإخلائه خلال أقل من ساعة،، ليجد النازحين اليوم أنفسهم بلا مأوى من جديد.
من جهته، أكد الدفاع المدني في قطاع غزة أن المدينة تعيش واحدة من أصعب الكوارث الإنسانية، بعد موجة قصف عنيف خلال 72 ساعة فقط، أدت إلى تدمير أبراج سكنية وخيام نازحين، وترك آلاف المدنيين في العراء.
وأوضح الدفاع المدني، في بيان صحافي، أن طائرات الاحتلال قصفت خمسة أبنية شاهقة يزيد ارتفاعها عن سبعة طوابق، وتضم 209 شقق، كان كل منها يؤوي ما لا يقل عن 20 شخصاً في ظل الظروف الطارئة الراهنة، ما يعني أن أكثر من 4100 طفل وامرأة وكبير سن باتوا بلا مأوى.
كما جرى تدمير أكثر من 350 خيمة، كانت كل واحدة منها تؤوي نحو عشرة أشخاص، وهو ما يرفع عدد من فقدوا ملاذهم الأخير إلى 3500 نازح إضافي.
وأشار الدفاع المدني إلى أن الحصيلة الإجمالية تعني أن نحو 550 عائلة، أي ما يقارب 7600 إنسان، أصبحوا بلا مأوى، يواجهون الموت والجوع والحر في مشهد وصفه بـ"الكارثي الذي لا يُطاق".
وحذّر الدفاع المدني من أن غزة "تحترق والإنسانية تُباد" أمام مرأى العالم، موجهاً نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري من أجل إنقاذ حياة آلاف الأبرياء قبل فوات الأوان.
وفي 7 أغسطس/ آب الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إن "إسرائيل" منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دمرت 88 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة بما يشمل المنازل، وأنه لم يعد لمعظم النازحين أماكن يعيشون فيها إلا المدارس وبعض مباني الجامعات.
وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفا و455 شهيدًا، و162 ألفا و776 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 387 فلسطينيا، بينهم 138 طفلا.

