فلسطين أون لاين

محلل "إسرائيليّ": احتلال كامل غزة أو تهجير سكانها يبقى هدفًا بعيد المدى

...
محلل "إسرائيليّ": احتلال كامل للقطاع أو تهجير سكانه يبقى هدفًا بعيد المدى
متابعة/ فلسطين أون لاين

يرى المحلل الإسرائيلي آفي يسسخاروف أن العملية البرية الموسعة التي يشنها جيش الاحتلال في أحياء قطاع غزة ليست خطوة جديدة على الأرض، بل هي تكرار لما حدث سابقاً في عمليات سابقة داخل المدينة، ولن تُحدث أي تغيير جوهري في المعادلة الحالية.

ويؤكد يسسخاروف في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت"،  أن "حماس لن تستسلم، الأسرى لن يُفرج عنهم، والانتقادات الدولية ضد إسرائيل ستواصل التصاعد، وقد تسجل أرقاماً قياسية جديدة"، مشيراً إلى محدودية الجدوى العسكرية للعمليات البرية المتكررة.

ويضيف: "على الرغم من أن هناك من يحاول تصوير هذه العملية على أنها مبتكرة وجديدة، إلا أن الجيش سبق له دخول العديد من الأحياء الحيوية في المدينة، منها أحياء الرمال والشيخ رضوان في الشمال، وأحياء الدرج والتفاح والصبرة في الجنوب، بالإضافة إلى وسط المدينة قرب الجامعات، والميناء، والمركز الحكومي السابق لحركة حماس". هذا التكرار، بحسب المحلل، يجعل التوقع بتحقيق تغيير جذري في المعركة أمراً غير واقعي.

وبشأن أهداف العملية البرية، يشير يسسخاروف إلى أن الهجمات قد تلحق بالفعل ضرراً بالبنية التحتية لعناصر حماس، بما يشمل مواقع القيادة والسيطرة والآليات العسكرية، لكنها لن تُجبر التنظيم على رفع الراية البيضاء أو الاستسلام.

ويرى أن الهدف الحقيقي لحكومة الاحتلال بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس تحرير الأسرى أو إنهاء النزاع، وإنما استمرار الحرب كأداة سياسية للحفاظ على استقرار الائتلاف الحكومي ودعم أحزاب اليمين المتطرف داخل إسرائيل.

ويضيف المحلل: "في حين قد يكون بعض المسؤولين العسكريين والأمنيين يدركون أن العملية لن تؤدي إلى نتائج مختلفة، إلا أن هناك من يسوّق لها إعلامياً على أنها خطوة مبتكرة، متجاهلين تجارب الجيش السابقة في قلب المدينة".

ويشير إلى أن عمليات الجيش الإسرائيلي السابقة في مناطق مثل تل الهوى، والشجاعية، والزيتون، ومخيم الشاطئ، ألحقت بالفعل أضراراً كبيرة، وأدت إلى سقوط قتلى ودمار في البنية التحتية، إلا أنها لم تُحدث تغييراً في قدرة حماس على المقاومة أو في موقف الأسرى المحتجزين.

كما يلفت يسسخاروف إلى أن الحديث عن احتمال احتلال كامل للقطاع أو تهجير السكان المحليين يبقى هدفاً بعيد المدى، والطرق لتحقيقه طويلة ومعقدة، خصوصاً في ظل الدعم الأميركي المستمر الذي يمنح الحكومة الإسرائيلية الغطاء اللازم لمواصلة العمليات، ما يجعلها أقل اهتماماً برأي الرأي العام الداخلي أو الدولي.

ويخلص المحلل إلى أن "الحرب في غزة أصبحت أداة سياسية بيد الحكومة الإسرائيلية، بينما المواطنين الفلسطينيين يتحملون تداعياتها بشكل مباشر"، مضيفاً أن استمرار العمليات البرية لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة للسكان المدنيين، دون أن يقرب نهاية الحرب أو يحقق أي تقدم في ملف الأسرى، مؤكداً أن الصورة العامة تشير إلى أن استمرار النزاع هو الهدف المركزي، وليس تحقيق انتصار ميداني محدد.