أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء خلال جولة ميدانية في قطاع غزة، بدء المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" بهدف تحقيق ما وصفه بـ"أهداف الحرب"، مؤكداً أن إعادة الأسرى تشكل "مهمة قومية وقيمية".
وزار زامير غزة برفقة قائد المنطقة الجنوبية يانيف عسور وقادة الفرقة 162 وعدد من قادة الألوية العسكرية، حيث أجرى مراقبة ميدانية مطلة على المدينة واستعرض الخطط العملياتية لتوسيع الاجتياح الإسرائيلي للقطاع.
وأشار زامير إلى تكثيف القتال في "الساحة المركزية" بقطاع غزة والعمل على تعميق الضربات ضد حركة حماس، مضيفًا أن قوات الجيش تتحرك في المناطق المشرفة على المدينة، وأن الجيش بدأ استدعاء واسع لقوات الاحتياط لمواصلة العمليات.
وخاطب الجنود قائلاً إنهم يواجهون "تحديات من بين الأكبر في تاريخ دولة إسرائيل" وأنهم يعملون بشجاعة وتفانٍ في قلب أرض العدو، مؤكداً استمرار الضربات على مراكز ثقل حماس بهدف "هزيمتها وخلق شعور بالمطاردة في كل مكان".
ويرفض الجيش التصريح بشأن عدد جنود الاحتياط الذين امتثلوا في وحداتهم، أمس، إثر دخول 60 ألف أمر استدعاء حيز التنفيذ تمهيدا لشن عملية "عربات جدعون 2" العسكرية لاحتلال مدينة غزة.
لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف اليوم، بوجود إرهاق هائل في صفوف القوات وتآكل كبير في الوسائل الحربية وخاصة الجرافات الثقيلة.
وفي السياق، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأربعاء، أن حكومة الاحتلال تستعد لإلقاء اللوم على الجيش ورئيس أركانه إيال زامير في حال فشل عملية احتلال مدينة غزة، بينما ستتبنى الإنجاز وتنسبه لنفسها إذا نجحت العملية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قلقهم العميق من "نية المستوى السياسي تهميش القيادة العسكرية العليا"، وإقصاءها عن مجريات القرارات التي تُتخذ خلف الكواليس.
وبحسب المصادر العسكرية، فإن الحكومة تمهّد لاتهام رئيس الأركان بالتباطؤ أو "التلكؤ" إذا لم تؤد العملية إلى إسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو الإفراج عن الأسرى، معتبرة أن الحملة الإعلامية ضد زامير تدخل في إطار التحضير لتحميله المسؤولية لاحقا.
في المقابل، يصرّ زامير على أن الجيش يعارض وقف الحرب قبل اتخاذ قرار حاسم بشأن حماس، لكنه حذّر في اجتماعاته مع مجلس الوزراء من أن المضي في الخيار العسكري الحالي قد يفضي إلى حكم عسكري إسرائيلي مباشر في قطاع غزة، مع احتمال مقتل عشرات الجنود من دون تحقيق أي تقدم في ملف الأسرى.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان القطاع، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية لوقف الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الصدد. وقد خلفت الإبادة أكثر من 63 ألف شهيد و160 ألف مصاب.

