تشهد فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سلسلة من السياسات والقرارات العدائية بحق الشعب الفلسطيني، حيث تبنت الإدارة الأمريكية مواقف منحازة بشكل غير مسبوق إلى جانب حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
هذه السياسات أثارت جدلاً واسعًا على المستويين الدولي والإنساني، لما حملته من تأثيرات مباشرة على الفلسطينيين ومؤيديهم حول العالم.
ومن أبرز هذه السياسات الدعم غير المحدود لدولة الاحتلال، حيث عملت إدارة ترمب على توفير دعم سياسي وعسكري واسع النطاق لحكومة بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال، الأمر الذي ساهم في استمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة وتوسيع دائرة الانتهاكات بحق المدنيين.
ومارست واشنطن ضغوطًا على الدول التي حاولت تقديم دعم سياسي للقضية الفلسطينية، أو التي صوتت ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المحافل الدولية، مستخدمة العقوبات والابتزاز كأداة لترهيب الحكومات.
وشملت السياسات العدائية استهداف الحركات الطلابية في الجامعات الأمريكية، حيث أطلقت حملات سياسية وإعلامية لملاحقة النشاطات والمظاهرات المؤيدة لفلسطين، ما شكل انتهاكًا لحرية التعبير.
كما دعمت إدارة ترمب الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وأيدت خطوات ضمها إلى (إسرائيل)، انسجامًا مع تصريحات ترمب ومسؤولين بارزين في إدارته، ما شكّل ضربة جديدة لآفاق التسوية السياسية.
وطرحت الإدارة خطة مثيرة للجدل تقضي بما سمي "إعادة التوطين الطوعي" لآلاف الفلسطينيين خارج القطاع مقابل تعويضات مالية ورموز رقمية.
كما أوقفت واشنطن برنامج علاج الأطفال الفلسطينيين في المستشفيات الأمريكية، وامتنعت عن منح التأشيرات الطبية، ما حرم آلاف المرضى من تلقي الرعاية الصحية.
بدوره أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة أن البعض يميل إلى تصديق ما يقال عن اضطلاع الولايات المتحدة بدور "الوسيط" في التحركات الرامية إلى وضع حد لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال نافعة في حديثه لصحيفة "فلسطين": إن "الولايات المتحدة شريك رئيسي لا وسيط، ولولا ما تقدمه من دعم هائل ومتعدد الأبعاد لما تمكنت دولة الاحتلال ما حدث لخدمة أهدافها التوسعية".
وأوضح أن الهدف المعلن للحرب التي قررت (إسرائيل) شنها هو ما يسمى "تدمير حركة حماس عسكرياً وإسقاطها سياسياً واستعادة" الأسرى، وهناك أهداف أخرى خفية اتسعت لتشمل إعادة احتلال قطاع غزة واستيطانه بعد إفراغه من سكانه، والقضاء على المقاومة المسلحة في الضفة، ودفع سكانها إلى المغادرة تمهيداً لضمها.
وأضاف نافعة أن الولايات المتحدة ألقت بثقلها وراء (تل أبيب) لتمكينها من تحقيق أهدافها المعلنة على الأقل.