قالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيبحث خطة لفصل مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية عن نفوذ السلطة الفلسطينية، وإنشاء ما يشبه "إمارة عشائرية" في المنطقة، في خطوة وصفت بأنها رد على توجه عدد من الدول الغربية للاعتراف بدولة فلسطين.
وبحسب قناة إسرائيل 24، فإن نتنياهو سيعقد اجتماعا في ديوانه لمناقشة مبادرة وزير الاقتصاد نير بركات، بحضور وزير الدفاع يسرائيل كاتس ومسؤولين أمنيين، لبحث إمكانية استبدال قيادة السلطة في الخليل بعشائر محلية تدير الكيان الجديد، على أن يعترف بإسرائيل "كدولة يهودية" وينضم إلى اتفاقيات أبراهام للتطبيع.
وأشارت القناة إلى معارضة جهاز الأمن العام (شاباك) للخطة، باعتبار أن السلطة الفلسطينية ما زالت طرفا مهما في مكافحة الأنشطة المسلحة بالضفة، محذرا من أن هذه الخطوة قد تقوّض فكرة إقامة دولة فلسطينية موحدة تحت إدارة السلطة.
يأتي ذلك بينما أعلنت دول غربية، بينها فرنسا وبريطانيا، عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.
والشهر الماضي، كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد نشرت تقريرًا يكشف عن رسالة موقعة من خمسة "شيوخ" من الخليل، يوجهونها إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، يقترحون فيها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مقابل تأسيس "إمارة عشائرية" في الخليل، تحت إدارة عشائرية مستقلة، والانضمام إلى اتفاقيات التطبيع المعروفة باتفاقات "إبراهيم".
ووفقًا للصحيفة، وقّع الشيخ الجعبري وأربعة شيوخ كبار آخرين من الخليل على رسالة يتعهّدون فيها بـ"السلام" و"الاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية". وتقوم خطّتهم على انفصال الخليل عن السلطة الفلسطينية، وإقامة إمارة خاصة بها، والانضمام إلى اتفاقات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية.
الجعبري اعتبر أن السلطة الفلسطينية "فاسدة" وجاءت على حساب القيادة العشائرية، واقترح السماح بدخول آلاف العمال إلى "إسرائيل"، متعهدًا بمنع أي عمل مقاوم منهم.
وعندما سُئل الجعبري عن اتهامات بالخيانة، قال: "الخيانة حدثت في أوسلو... أنا أؤمن بطريقي، وسنكسر كل صخرة تواجهنا".
بالمقابل، نفت عشائر محافظة الخليل، اليوم الأحد، بشكل قاطع أي علاقة لها بالمقترح الذي تم تداوله مؤخرًا بشأن الانفصال عن السلطة الفلسطينية وتشكيل "إمارة عشائرية" في الخليل، ووصفته بالمبادرة الفردية التي لا تمثل مواقف العشائر أو المجتمع الفلسطيني.
كما أكدت عائلة الجعبري، إحدى العائلات المعروفة في الخليل، في بيان رسمي، براءتها من المبادرة التي أُوردت في تقرير صحفي دولي، موضحة أن الفرد المشارك في المبادرة ليس من سكان المحافظة ولا يمثل العشيرة.
وأكدت العائلة التزامها التام بالثوابت الوطنية والإسلامية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.