فلسطين أون لاين

عرضٌ مسرحيٌّ مُميز لمسرحية "بوس العَلَم"

...
عرضٌ مسرحيٌّ مُميز لمسرحية "بوس العَلَم"

عرضت أمس مسرحية "بوس العلم" في قاعة الإغاثة الطبية في مدينة البيرة، التي تتناول مأساة سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر ووظفت ذلك في موضوع مقاطعة بضائع المحتل بكل أشكالها المادية والسياسية والإعلامية.

تَصلُ ذُروةُ ساديّةِ المُحتلِّ حين يَطلُبُ من أسيرِه المَسحوقِ المُعذَّب أن يُقبِّلَ عَلمَه، ذاكَ الرَّمزُ الذي يَتجسَّدُ فيه كُلُّ الحقدِ والعدوانِ، وتَتلخَّصُ فيه كُلُّ أشكالِ القَهرِ والاستعباد.

وفي مقابلِ هذا الفُجورِ الاحتلالي، يتجلّى العنفوانُ الفلسطيني في أبهى صُوَره، حين تَنبعثُ إرادتهُ الحرّة بالرَّفضِ المُطلَق، والتعبيرِ الصريحِ عن حُريّتهِ المشبَعةِ بالحياةِ، والمفعمةِ بالأملِ وروحِ الانتصار.

تَسيرُ المسرحيةُ في خطواتٍ تصاعديّةٍ، تبدأ من مشهدِ الهزيمةِ، والتعاطي مع البضائعِ الإسرائيليةِ، والانجرارِ وراءَ مُغرياتِ "جزرةِ" الاعتلالِ المدعومةِ بهيمنةٍ اقتصاديةٍ غاشمة، مُنتقلةً من هذا الظلامِ الاحتلاليِّ الحالكِ، إلى حيثُ يسطعُ نورُ الحقِّ الأبْلَج، وتتجلّى الإرادةُ الفلسطينيةُ الحرّة.

وتُفاجئُ المسرحيةُ جمهورَها بحقيقةٍ صادمة: فذاكَ المُحتلُّ الساديُّ المُعذِّبُ، هو نفسُه الذي يُقدِّمُ الجزرة، ولا يرى فينا إلّا أرانبَ في مزرعتِه.

وفي ذاكَ النورِ القابعِ في قلوبِ أسرى الحرية، تُولدُ معادلةُ الصراعِ المرير، وتنتصرُ الإرادةُ على البطش، ويَعلو الدَّمُ على السيف.

المسرحيةُ مشحونةٌ بالدلالاتِ الرمزيةِ، وتَبرَعُ في التقاطِ أنفاسِ المُشاهدِ، والإمساكِ بقلبِه، نحو أهدافِها النبيلة. ومن خلالِ عيونِ أسرانا، وعذاباتِهم المُرّة، لا يملكُ المُتلقّي إلّا أن يجدَ نفسهُ وسطَ تظاهرةٍ حاسمةٍ، تُطالبهُ بمقاطعةِ البضائعِ الإسرائيلية، خاصةً بعد المشهدِ المُوجعِ الذي يقعُ فيه "أبو نادر" في فخّ شراءِ منتجاتِ من يُعذِّبُ وحيدَهُ وفلذةَ كبده.

المسرحيةُ تُحلِّقُ بجناحيها المُحمّلينِ بكثيرٍ من الرسائلِ، بعضها مباشرٌ صارخ، وبعضُها الآخر رمزيٌّ عميق، كما تزخرُ بالكوميديا السوداءِ والمفارقاتِ المُذهلة.

المسرحية نص وليد الهودلي وإخراج حسين نخلة وبطولة اسعد الشعيبي وبشرى شنان ونضال طه وموسى حتاوي وفرح طه ومؤيد شعيبي.

أُقيمَ العرضُ على خشبةِ مسرحِ الإغاثةِ الطبية، حيثُ تفاعلَ الجمهورُ معها بصدقٍ وحرارة، وكانت أغلبُ التوصياتِ تُجمعُ على ضرورةِ تعميمِ العرضِ وإيصالهِ إلى كلِّ شرائحِ المجتمعِ الفلسطيني.

المصدر / فلسطين أون لاين