فلسطين أون لاين

الإعلام العبريّ: الضغوط العسكرية والسياسية تجبر نتنياهو على مراجعة خياراته

...
الإعلام العبريّ: الضغوط العسكرية والسياسية تجبر نتنياهو على مراجعة خياراته
متابعة/ فلسطين أون لاين

يواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو واحدة من أصعب المعضلات السياسية والعسكرية منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة، في وقت تحذر فيه المؤسسة العسكرية من أن استمرار الحرب قد يطيل أمد الحرب بدلاً من إنهائها.

وكشف مسؤولون وعسكريون إسرائيليون أن المسار الحالي للحرب يهدد بتفكك الجيش، مع انخفاض مشاركة الجنود في المهام الخطرة، وامتناع عدد متزايد من الطيارين عن قصف القطاع، وتراجع نسب الحضور في الخدمة الاحتياطية، ورفض الجنود تنفيذ مهمات شديدة الخطورة وغير مجدية.

في الوقت نفسه، تضغط الظروف السياسية على نتنياهو بعد موافقة حركة حماس على صفقة جزئية لتبادل الأسرى، ما وضعه أمام خيارين صعبين: إما القبول بالصفقة والتهديد بانهيار حكومته اليمينية، أو رفضها ومواصلة الحرب مع المخاطرة بفقدان الغطاء الأميركي.

وأفادت القناة 13 العبرية بأن نتنياهو تلقى تقريرًا يحذر من احتمالية مقتل الأسرى على يد المسلحين أو تعرضهم للأذى خلال العمليات العسكرية، وهو ما دفعه لإرسال وفد تفاوضي جديد لمناقشة الصفقة، رغم تأخير استمر نحو أسبوع.

وتبقى تفاصيل مكان انعقاد المفاوضات غير محددة، مع احتمال عقدها في بلد ثالث خارج قطر ومصر، وفق قناة "كان".

صحيفة "هآرتس" أشارت إلى أن الأحداث تتسارع بوتيرة جنونية في إسرائيل، لكن المشهد العام لم يتغير جذريًا، فيما تواجه الحكومة أزمات متزامنة تشمل الضغوط الداخلية من اليمين المتشدد والمطالب الدولية بوقف الحرب وحماية المدنيين.

وبحسب مراسلة صحيفة "معاريف" آنا براسكي، فإن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يقود معسكر الرفض داخل الحكومة، محذرًا من أن الصفقة الجزئية تمنح حماس فرصة لتعزيز قوتها، بينما يرى رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي وأعضاء آخرون أن الفرصة الفورية لتحرير الأسرى لا يجب تفويتها.

بالمقابل، تواجه الحكومة أيضًا احتمال انسحاب وزراء متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير في حال قبول الصفقة، فيما يمكن لنتنياهو استدعاء بيني غانتس ويائير لبيد لتشكيل ائتلاف بديل وضمان استقرار الحكومة مؤقتًا.

من الناحية العسكرية، حذر الجيش من أن استمرار العمليات دون رؤية واضحة قد يترك قوات إسرائيلية وأسرى في غزة لفترة طويلة، ويزيد التوتر الداخلي، فيما اعتبر الباحث ياغيل ليفي أن وقف الحرب غير ممكن إلا إذا شعر قادة الجيش بانهيار جيشهم كما حصل في حرب فيتنام، مشيرًا إلى أن عملية التفكك بدأت بالفعل داخل الجيش الإسرائيلي.

وأضاف مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور أن الكابنيت وجه الجيش لاستكمال عملياته حتى 6 أكتوبر، في محاولة لتقديم ما يسميه "نصر" بعد مرور عامين على الحرب، لكن القيادة العسكرية حذرت من أن تنفيذ خطة القضاء على حماس على الأرض معقد وطويل، خصوصًا مع وجود المدنيين والأسرى.