فلسطين أون لاين

بعد 56 عامًا على الحريق المشؤوم..

​​​​​​​صبري لـ"فلسطين أون لاين": الأقصى ما زال يواجه حرائق متلاحقة ومخططات لفرض السيادة الإسرائيلية

...
​​​​​​​صبري لـ"فلسطين أون لاين": الأقصى ما زال يواجه حرائق متلاحقة ومخططات لفرض السيادة الإسرائيلية
غزة- القدس المحتلة/ محمد الأيوبي

حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من أن الأخطار المحدقة بالمسجد اليوم لا تقل خطورة عن جريمة إحراقه على يد متطرف يهودي في 21 أغسطس/آب 1969، بل تتضاعف عبر اقتحامات متصاعدة ومخططات إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى فرض السيادة الكاملة على المسجد وتكريس التقسيم الزماني والمكاني.

وقال صبري لـ "فلسطين أون لاين"، أمس، إن حريق الأقصى لم يكن حدثًا عابرًا في التاريخ، بل محطة مفصلية كشفت حجم الاستهداف الموجه للمسجد، مشددًا على أن ما يجري اليوم من اقتحامات وطقوس تلمودية تحت حماية قوات الاحتلال يمثل "حرائق سياسية ودينية متلاحقة" تهدد هوية الأقصى ومكانته الإسلامية.

وبين أن الاحتلال، بعد فشله في فرض سيطرته الكاملة منذ أزمة البوابات الإلكترونية عام 2017، لجأ إلى طرق ملتوية وبطيئة لفرض واقع جديد في المسجد، وسعى إلى سحب صلاحيات الأوقاف الإسلامية من إدارة الأقصى.

وأشار إلى أن ما وقع في ما يسمى "يوم خراب الهيكل" في التاسع من الشهر الجاري من رقص وغناء داخل الأقصى يثبت أن المسجد ليس مقدسًا عند المقتحمين، قائلاً: "لو كان مقدسًا لهم لحافظوا على حرمته وقدسيته، لا أن يحولوه إلى ساحة رقص وغناء".

ووفق صبري فإن الاحتلال يسعى من خلال تكرار الاقتحامات وأداء الصلوات التلمودية إلى إيصال رسالة للعالم بأنه صاحب الهيمنة والسيطرة على الأقصى، وتشجيع يهود العالم على القدوم إلى فلسطين، موضحًا أن هذه النوايا "مكشوفة ومرفوضة".

وعن سؤال حول ما إذا كانت (إسرائيل) تريد بسط سيطرتها الكاملة على الأقصى، قال صبري: "نعم، إن المتطرفين اليهود يعتقدون أن الوقت مواتٍ ومناسب لتنفيذ مخططاتهم في الأقصى، لأن هؤلاء المتطرفين وصلوا إلى قرار الحكومة والكنيست، فهم في توهمهم أن يستطيعوا أن ينفذوا ما يخططون في الأقصى، وإن لم ينفذوا حسب توهمهم في هذه الأيام فلن يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم فيما بعد".

ودعا صبري إلى شد الرحال إلى الأقصى من أهل فلسطين لمن يستطيع الوصول، كما دعا أي مسلم في العالم إلى شد الرحال للأقصى، وقال: "نقول للعالم العربي والإسلامي إن الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم بل لملياري مسلم في العالم، والأقصى أمانة في أعناقهم وعليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم للحفاظ على الأقصى وردع الاحتلال من اعتداءاته المتكررة والمتعددة".

وحول محاولة الاحتلال إنهاء سلطة الأوقاف على الأقصى، قال صبري: "بلا شك الخطورة واضحة، لأنه حينما يسحبون الصلاحية من الأوقاف الإسلامية يصبح هناك فراغ، وهذا الفراغ تملؤه الإدارة الإسرائيلية في الأقصى، وبالتالي لا بد من تمسك الأوقاف بصلاحيتها التاريخية والدينية والقانونية في إدارة الأقصى".

ولفت إلى أن "الأقصى يدار من الأوقاف الإسلامية من مئات السنين، هذا "استاتيكو" قائم ومعترف به دولياً، وسحب صلاحية الأوقاف يعني أن (إسرائيل) كسلطة محتلة تبسط سيادتها وتتولى هي إدارة المسجد الأقصى المبارك".

وشدد على أن الأقصى تحدق به عدة أخطار وهناك تحديات كبيرة، لأن المسؤولين الإسرائيليين يتقدمون الاقتحامات ويشجعون الجماعات اليهودية ماليًا ومعنويًا ليتجرؤوا على الأقصى، وهذا يعني أن الموقف الرسمي والسياسي للاحتلال هو الاعتداء على الأقصى.

وأضاف: "كانوا سابقًا يقولون إن جماعات يهودية قليلة ومجنونة لا قيمة لها تقتحم الأقصى، لكن في الحقيقة الوضع الحالي الخطير أن الموقف الرسمي والسياسي في دولة الاحتلال هو اقتحام الأقصى وتأييد المقتحمين بشكل علني فاضح، ويؤدون الصلوات التلمودية علنًا بوسائل إعلام عالمية ليثبتوا أنهم أصحاب السيادة في الأقصى".

وختم الشيخ صبري بالتأكيد على أن "حقنا الشرعي هو حق رباني من فوق سبع سماوات، لا مجال للتفاوض حوله ولا مجال للتنازل عن حقنا الشرعي الإيماني".

المصدر / فلسطين أون لاين