فلسطين أون لاين

خلال افتتاح مؤتمر طبي في الجامعة الإسلامية

الحكومة تشيد بالكوادر الطبية بغزة.. وتقدم دعمًا لـ"الإسلامية"

...
غزة- نبيل سنونو

أشادت الحكومة بالكوادر الطبية في قطاع غزة وقدرتها على الصمود خلال ثلاث حروب عدوانية شنتها قوات الاحتلال خلال السنوات الماضية، كما قدمت مليونًا و700 ألف شيقل للجامعة الإسلامية.

جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر علمي طبي نظمته الجامعة الإسلامية اليوم ويستمر إلى غدٍ السبت بحضور وزير الصحة د.جواد عواد ممثلا عن رئيس الحكومة رامي الحمد الله، ووزير التربية والتعليم د.صبري صيدم، ووزير الأشغال العامة والإسكان د.مفيد الحساينة، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومركز حياة د.باسم نعيم.

وقال عواد في كلمته، إن القطاع الصحي صمد رغم الأزمات التي تعرض لها خلال الحروب الثلاث في أقل من 10 سنوات، مشيرا إلى أن دعم غزة بكل ما تحتويها من قطاعات "أولوية عند الحكومة".

وأعرب عن ثقته بالكادر الطبي في مشافي القطاع الذي استطاع التعامل مع حالات الطوارئ المختلفة وإنقاذ مئات المرضى والجرحى من الموت المحقق.

وأضح أن هذا المؤتمر الذي يحمل عنوان "إدارة الأزمات والكوارث الصحية في قطاع غزة"، يأتي تزامنًا مع الذكرى الـ13 لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات "الذي عمل طيلة حياته على رفع شأن القضية الفلسطينية فطاف لأجل ذلك دول العالم بحثا عن المناصرين والأصدقاء".

كما يتزامن المؤتمر –بحسب عواد- مع "الحدث العظيم الذي يشهده شعبنا وهو ترسيخ وحدتنا الفلسطينية وعودة النسيج الوطني الفلسطيني لأبهى صوره وتعانقت جنين مع أختها رفح بعد سنوات من التفكك".

وأكد "حتمية تحقيق ودعم وتعزيز الوحدة الفلسطينية وأن المواطن هو رأس سلم الأولويات، وتعزيز صموده وتقديم أفضل الخدمات له في شتى المجالات وأهمها المجال الصحي هو غاية الحكومة".

وأشار إلى أهمية "حماية الوحدة الوطنية" لسحب الذرائع التي تستخدمها سلطات الاحتلال لمواصلة فرض الحصار على القطاع والتضييق على الشعب الفلسطيني لمنعه من ممارسة أبسط حقوقه الإنسانية في حرية الحركة والتمكن من الدخول إلى القطاع والخروج منه.

وأكد أن الحكومة ستأخذ توصيات المؤتمر العلمي الطبي المنعقد بعين الاعتبار في مشاريعها وخططها.

وقال عواد إن قطاع غزة كان مسرحا لحروب شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين الأبرياء في القطاع، وقد طال العدوان كل شبر فيه، والمؤسسة الصحية والكوادر الطبية التي قدمت العديد من الشهداء.

وبيّن أن المؤتمر الطبي يحصر التجارب الفلسطينية في وقوع الكوارث والأزمات الصحية لتطوير القدرات في هذا الشأن.

ووفقا لعواد، فإن وزارة الصحة تسعى لتطوير مراكزها في الضفة الغربية وقطاع غزة "فلا فرق بين مركز صحي في جنين وبين آخر في رفح".

وشدد على أن "نظامنا الصحي لن يُكتب له التطور والاستقرار في خدمة أبناء وطننا دون توحيد الجهود في جميع المدن والقرى الفلسطينية".

وأشار وزير الصحة إلى الحاجة الماسة لتأمين جرحى الحروب التي شنتها (إسرائيل) على القطاع، إذ خلفت عشرات الإعاقات، مبينا أن الحكومة تعمل "جادة لإيجاد وتطوير مؤسسات لتأهيل هذه الفئات من ضحايا الحروب لينخرطوا في المجتمع والتخفيف من الأعباء المالية والنفسية لهم".

وبشأن التحويلات الطبية من قطاع غزة، اعتبر أنها "لم تنقطع وكذلك الأدوية"، ملقيا باللوم على (إسرائيل) التي قال إنها "كانت من يوقفها".

ونوه من جهة أخرى، إلى عدم إمكانية تجاهل واقع المياه والمياه العادمة والكهرباء في غزة، مؤكدا السعي "من خلال الوزارات المعنية للتخفيف عن المواطن والحد من آثار هذه المشكلات".

وعبر عن فخره بالطواقم الطبية وخريجي الجامعات المحلية، ومنها الجامعة الإسلامية التي وصفها بالعريقة، حيث خرجت أطباء أسهموا في تعزيز النظام الصحي الفلسطيني.

درس جديد

من ناحيته، قدّم وزير التعليم، مليونا و700 ألف شيقل لدعم البحث العلمي في الجامعة الإسلامية، مبينا أن العام الحالي هو عام التعليم العالي.

وقال صيدم خلال الجلسة الافتتاحية: "قريبا سنثبت لكم أن الدعم الحكومي سيعود للجامعة الإسلامية"، واصفا المؤتمر الطبي بأنه "حفل تقيمه الجامعة على شرف الوحدة الوطنية الفلسطينية".

ووصف الانقسام بأنه "كارثة ونكبة حلت بجنبات حياتنا جميعا"، كما قال إنه مثل "أم الكوارث".

ودعا إلى بناء لُحمة وطنية واحدة "حتى نعلم أبناءنا درسا جديدا في تاريخنا الفلسطيني".

وأشار إلى أن يوم عقد المؤتمر الطبي في "الإسلامية" ليس يوما عابرا ولا علميا فقط وإنما "تاريخي بامتياز نجتمع فيه تحت سقف واحد".

وتابع: "الحمد الله الذي أعز فلسطين بالجامعة الإسلامية.. أفتخر بهذه الدرة التي تشكل نبراسا للعلم الفلسطيني الأصيل".

من جهته، قال رئيس الجامعة الإسلامية د.ناصر فرحات، إن كلية الطب إلى جانب كليات أخرى في الجامعة منها كليتا التمريض والعلوم الصحية تدعم القطاع الصحي في قطاع غزة، عدا عن المختبرات والإمكانات التي تسخرها كلية الطب، والمراكز البحثية.

وأضاف أن جامعته "تجسد روح الوحدة والتضامن"، مضيفا أنه تقوم على ثلاث مهمات أساسية هي التعليم، والبحث العلمي، وخدمات المجتمع الفلسطيني.

وتابع في كلمته، بأن الجامعة الإسلامية تضم 11 كلية، تنظم كل منها مؤتمرا كل عامين، فضلا عن الأيام العلمية.

بدوره، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية د.نصر الدين المزيني، إن المؤتمر الطبي يشكل حدثا علميا مهما لتسليط الضوء على واقع إدارة الأزمات والطوارئ في قطاع غزة والتحديات التي تواجه هذا العمل، والاستفادة من التجارب المحلية والدولية.

وأضاف أن المؤتمر يأتي استمرار وتأكيدا للدور الكبير الذي تقوم به الجامعة الإسلامية في خدمة المجتمع الفلسطيني بكافة المجالات العلمية والعملية.

وذكر المزيني أن الجامعة في مصاف أرقى الجامعات العربية والدولية، واحتلت موقعا متقدما بين أفضل جامعات الوطن العربي وفق تصنيف "QS" لعام 2017م.

وأكد أن جامعته تواصل تقدمها وتفوقها ونسج علاقاتها الدولية وتعاونها مع العديد من المؤسسات العلمية المهمة في مختلف أنحاء العالم، كما أنها تطور مختبراتها العلمية وقدراتها وبنيتها التحتية.

وأعلن قرب الانتهاء من تجهيز مستشفى الجامعة التعليمي المسمى "الصداقة الفلسطينية التركية" الذي أقيم على أرض الجامعة بتمويل من الحكومة التركية، مبينا أن هذا المستشفى يتسع لـ182 سريرا يجري تحضيره بأفضل المعدات والتجهيزات الحديثة.

بينما قال عميد كلية الطب في الجامعة د.فضل نعيم، ورئيس المؤتمر، إن عقد المؤتمر الطبي جاء برعاية من رئيس الحكومة رامي الحمد الله، ومشاركة واسعة من المؤسسات الوطنية الرسمية والأهلية والمؤسسات الدولية والشخصيات العلمية العالمية العاملة في قطاع غزة في مجال الطوارئ والأزمات، تتويجا لعمل دؤوب وكبير من الأنشطة في مجال التدريب على إدارة الأزمات والكوارث التي استمرت طيلة العامين الماضيين من خلال مركز حياة في الكلية.