حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة من أن مخطط الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح مدينة غزة يمثل حكماً بالإعدام والتشريد لما يزيد عن مليون ومئتي ألف نسمة من سكان المدينة والنازحين فيها.
وأكدت الوزارة، في بيان صحافي، اليوم الخميس، أن تنفيذ هذا المخطط سيشكل كارثة إنسانية كبرى وجريمة حرب علنية تتطلب موقفاً دولياً حازماً.
وأشارت الوزارة إلى أن المخطط التدميري يأتي في ظل أوضاع مأساوية يعيشها جميع أبناء الشعب الفلسطيني في محافظات القطاع، حيث يُحشر المدنيون في مساحات ضيقة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية.
وأكدت أن ما يجري في أحياء الزيتون والصبرة منذ نحو عشرة أيام، ومن قبلها في الشجاعية والتفاح والدرج، يمثل استكمالاً لهذا النهج التدميري.
وقالت الوزارة، إن مصير مدينة غزة سيكون مشابهاً لتدمير مدن رفح وخانيونس وشمال القطاع إذا استمر الصمت الدولي تجاه وحشية الاحتلال.
ودعت وزارة الداخلية المجتمع الدولي وجميع الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات فاعلة وحقيقية للضغط على الاحتلال ووقف عدوانه وخططه الإجرامية، وإنقاذ سكان القطاع من مخطط التهجير القسري الذي تفرضه إسرائيل.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، أنه بدأ إجراء "مكالمات تحذيرية أولية" مع جهات طبية ومنظمات دولية في شمال قطاع غزة بهدف الاستعداد لترحيل الفلسطينيين من مدينة غزة نحو جنوب القطاع، تمهيدا لإعادة احتلالها.
والأربعاء، أقر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس خطة الجيش لاحتلال مدينة غزة بعملية تحمل اسم "عربات جدعون 2"، على أن يجري بحث الخطة في اجتماع أمني الخميس برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب).
وتقضي الخطة الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين من مدينة غزة وحصارها وتنفيذ عمليات برية وهجمات جوية عليها، وفق ما أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي الأربعاء.
والأربعاء أيضا، بدأ الجيش إرسال أوامر استدعاء إلى 60 ألف عسكري من قوات الاحتياط تمهيدا للشروع بتنفيذ الخطة، وفق هيئة البث العبرية.
ومنذ 11 أغسطس/ آب الجاري يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه المكثف على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما تنذر المصادقة على خطة إعادة احتلال القطاع بتصعيد دموي واسع يطال المدنيين.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 62 ألفا و192 شهيدًا ، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.

