فلسطين أون لاين

​زراعة "الأناناس".. تجربة جديدة تشق طريقها للنور في غزة

...
خان يونس- ربيع أبو نقيرة

قطف مزارعون ثمار فاكهة الأناناس الاستوائية لأول مرة في قطاع غزة، أمس، بعد نجاح زراعتها، من خلال توفير البيئة المناخية اللازمة.

وقال المدير الفني لمركز التطوير الزراعي للإرشاد والتدريب التابع لاتحاد لجان العمل الزراعي، المهندس الزراعي موسى الجدبة: "عملية زراعة فاكهة الأناناس بدأت قبل 15 شهرا".

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن التغيرات المناخية على مستوى العالم دفعت لتنفيذ فكرة زراعة الأناناس في قطاع غزة، بمساعدة السفارة الهولندية، وبالتعاون مع لجان العمل الزراعي والشراكة مع مؤسسة "الفاو".

ولفت الجدبة إلى أنه تم دراسة مشروع كيفية جلب صنف قليل الاستهلاك للمياه، ويمكن له العيش في قطاع غزة، ويرفع دخل المزارع الفلسطيني، خلال اجتماعات دائمة، مشيرا إلى أن "البداية كانت تحديا كبيرا خاصة أن الظروف المناخية في القطاع ليست استوائية، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية".

وقال: "جلبنا 6000 شتلة من الضفة الغربية في شهر يوليو 2016 بسعر 3.5 شواقل للشتلة الواحدة، وتم زراعتها على مساحة دونما واحدا، وتهيئة الظروف المناخية المناسبة، ومراقبة نمو الأشتال على مدار 15 شهرا"، متوقعا إنتاج 5000 ثمرة.

وأكد الجدبة أن مواصفات الثمار المُنتجة تُضاهي المستورد من حيث الشكل والجودة والطعم واللون والرائحة، قائلا: "نجحنا في زراعته، لكن تحديد كميات الانتاج ما تزال في طي الدراسة".

وتابع: "يستمر قطف الثمار لمدة أربعة أشهر، بعدها يتم الخروج بتقرير نهائي يوضح مدى نجاح زراعة الثمرة الاستوائية من حيث الكمية والجودة "، متوقعا تعميم الفكرة على المزارعين في السنوات القادمة.

وأشار الجدبة إلى أنه تم زراعة دونم آخر في محافظة رفح، بفارق 6 أشهر، في محاولة لتغطية وجود المنتج في السوق طوال العام، متمنيا مضاعفة الإنتاج على مدار السنوات القادمة، وصولا إلى الاكتفاء الذاتي في قطاع غزة.

وذكر عديد المميزات لزراعة الأناناس، أبرزها قلة استهلاكه للمياه في ظل أزمة المياه التي يعاني منها قطاع غزة، وعدم حاجته للمبيدات والأسمدة بشكل كبير كالمحاصيل الأخرى، سيما أنه نبات صحراوي.

وبيّن أنهم حاولوا توفير الأجواء الاستوائية للأناناس، عبر زراعته في دفيئة، والتحكم بدرجة الحرارة عبر الستائر وغيرها من الوسائل، والتحكم في كمية ودرجة الاضاءة.

من ناحيتها، أوضحت المهندسة الزراعية لينا شعت، والتي شاركت في رعاية ثمار الأناناس على مدار أشهر نموها، أنها اكتسبت خبرات بمجال تخصصا، خاصة أنها ركزت اهتمامها بالمشروع عندما كانت طالبة مستوى رابع في الجامعة.

ولفتت شعت في حديثها لصحيفة "فلسطين" إلى أن المشروع يهدف إلى تحقيق التنمية الزراعية في قطاع غزة، عدم الاعتماد على الفواكه المستوردة بشكل كامل.

بدوره، قال التاجر عماد عاشور لصحيفة "فلسطين": "تكفلت بتسويق الكميات المنتجة من فاكهة الأناناس"، مضيفا: "الأسعار في متناول الجميع وتناسب جميع فئات المجتمع".

وذكر أن الفقير والغني بإمكانه شراء الأناناس، وتتراوح ثمن الحبة الواحدة من 8 – 20 شيقلا، وفق حجمها، مشيرا إلى أن السعر في كل الأحوال أرخص من أسعار الفاكهة المستوردة.