ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن الغارة التي نفذتها كتائب القسام صباح اليوم على موقع عسكري شرق خانيونس تمثل حدثًا خطيرًا للغاية ويشير إلى ضعف واضح في الشاباك والاستخبارات العسكرية في المنطقة.
وأضافت الصحيفة، أن هناك بنية تحتية لا تزال موجودة في خان يونس للقوات النوعية التابعة لحماس، ما يجعل ملاحقتها مهمة معقدة وصعبة للجيش الإسرائيلي.
وقالت "معاريف" إن العملية أظهرت حجم التحدي الذي يواجهه الجيش، خصوصًا مع استعداداته للدخول إلى مدينة غزة، حيث تتسم المنطقة بتعقيد أكبر بكثير من المناطق الأخرى، وتضم لواءين من المسلحين المدربين والمجهزين بشكل كامل، ما يعني أن القتال ليس مجرد عملية بسيطة أو "نزهة"، بل مواجهة مباشرة مع عناصر مسلحة محترفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين استغلوا شبكة أنفاق لم تكتشف بعد من قبل الفرقة 36، مما يمثل مشكلة كبيرة للجيش، نظرًا لأن المنطقة كان يفترض أن تكون مطهّرة وممسوحة من أي أنفاق، إلا أن القسام أثبت قدرته على التسلل واستغلال البنية التحتية لصالحه.
كما حذرت "معاريف" من أن حماس ستواصل تحدي القوات الإسرائيلية، محاولًة الالتفاف والأسر وتنفيذ هجمات مماثلة لما حدث صباح اليوم، ما يضع الجيش أمام تحديات أمنية وميدانية كبيرة خلال محاولاته السيطرة على قطاع غزة.
نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، عملية "مركبة" ونوعية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، استهدفت خلالها مواقع لواء كفير الإسرائيلي، وهو أحد أبرز تشكيلات المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، المعروف بسجله الطويل من الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
وأكدت القسام أن العملية تخللتها عمليات قنص واشتباك مباشر من مسافة صفر داخل منازل الجنود، بالإضافة إلى تفجير استشهادي في قوة إنقاذ، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
من جهته، كشفت وسائل الإعلام العبري، صباح اليوم الأربعاء، عن وقوع جنود الاحتلال في كمين محكم في رفح جنوب قطاع غزة، بعد تعرض نقطة تمركز للواء كفير في رفح لهجوم من عدة مقاومين.
وقال موقع حدشوت للو تسنزورا، إن حماس حاولت أسر جنود في رفح صباح اليوم، خلال هجوم على نقطة تمركز للواء كفير.
وعلَّقت قناة كان العبرية، "حدث غير مسبوق، بعد عامين من الحرب: صباح اليوم، خرجت خلية من ما لا يقل عن 14 مسلحا (على الأرجح قرابة 20) من فتحة نفق قرب موقع للجيش في جنوب قطاع غزة، وبدأ المسلحون بإطلاق قذائف مضادة للدروع ونيران رشاشات باتجاه قوات الجيش داخل الموقع".
وأضافت، أنَّ "الحديث عن هجوم منظم، ويقدّر الجيش أن الخلية خططت للتسلل إلى الموقع وحتى أسر جنود".
ومنذ استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، كثّفت المقاومة الفلسطينية من عملياتها النوعية، عبر تنفيذ سلسلة من الكمائن المحكمة التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، مستخدمة تكتيكات تعتمد على المفاجأة والتفجير المتسلسل وكمائن إطلاق النار داخل مناطق مدمّرة وصعبة الرصد.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي 898 جنديًا وضابطًا، بينهم 454 خلال العملية البرية في غزة وحدها. كما أصيب نحو 6,193 جنديًا، بينهم 924 إصابة خطيرة.
في حين سُجلت 2872 إصابة منذ بدء العمليات البرية. وتشير مصادر إسرائيلية معارضة إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، خصوصًا في ما يتعلق بالإصابات غير القاتلة أو الإصابات النفسية التي يتكتم الجيش عنها. الحوادث والصدمات العملياتية إلى جانب القتلى في المعارك، خسر الجيش الإسرائيلي 78 جنديًا وضابطًا في حوادث عملياتية متفرقة.

