العدو الإسرائيلي يكذب على مدار الوقت فيما يتعلق بتقديم المساعدات، فنحن أهل غزة شهود على بقاء الحال على ما هو عليه؛ رغم مرور عدة أيام على الإعلان الإسرائيلي عن فتح المعابر، وزيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات، ونحن أهل غزة لم نر شيئاً، رغم حملة الإعلام الرهيبة عن الطائرات التي تلقي على أهل غزة المساعدات، فمعظم أهل غزة يسمعون بالمساعدات، ولا يقبضون إلا التصريحات.
ولتمرير أكذوبة العدو الإسرائيلي عن رفع الحصار عن أهل غزة، سمح العدو بإدخال ما يقارب مئة شاحنة يومياً، من أصل 600 شاحنة مواد غذائية فقط، هي حاجة أهل غزة اليومية، ولكن عدونا المؤسس لمدارس الإرهاب وحرب الإبادة الجماعية على مستوى العالم، يتعمد أن يترك الشاحنات فريسة لقطاع الطرق، واللصوص، بحيث لا يصل منها للمواطن شيئاً، وتصب قيمتها في جيوب أولئك الذين يرعاهم الاحتلال بحمايته وأمنه.
وبهدف حماية ما تيسر من شاحنات المساعدات، فإنني اقترح على الأجهزة الأمنية في قطاع غزة أن تشكل عصابات حماية الشاحنات، لمواجهة عصابات سرقة الشاحنات.
عصابات حماية الشاحنات فكرة أقرب إلى الخلايا المسلحة، والمقصود هنا تنظم مجموعات مسلحة من ثلاثة إلى خمسة أفراد، مهمتهم رصد الطرق والممرات التي يعود منها لصوص الشاحنات، وهم محملون بما ملكت إيمانهم، من سرقات.
لو تحكمت هذه الخلايا المسلحة بمفارق الطرق المؤدية للتجمعات السكانية، بمقدورها أن تسيطر على الوضع، وأن تكمن للصوص العائدين، تلقي القبض عليهم، وتصادر المسروقات، بعد تفتيشها، وتقدير حجم العقوبة التي ستحل على اللص.
بعد اللصوص بحاجة إلى عقوبة قاسية جداً، وهم أولئك اللصوص الذين يمزقون أكياس الطحين، ويكبونه على الأرض، كي يأخذ الكيس الفاضي، ليملأه مسروقات ثمينة، كالسكر والحليب وغيرها.
وبهدف الردع، ليكن لخلايا الضبط الحق في المحاسبة الميدانية، فاللص الذي يتم ضبطه، وهو يملأ كيسه بعلب الحليب، أو أكياس السكر، لا يكفي أن تصادر مسروقاته، بل يجب أن يكون عبرة لغيرة، ولاسيما أن هذا اللص قد مزق عشرات الكراتين، وألقى بمحتوياتها على الأرض، كي يصل لمبتغاه.
فإذا أدرك لصوص الشاحنات، أن لا طريق لهم إلى التجمعات السكانية، وأن هناك من يترصدهم، ويرابط لهم، ويلقى القبض عليهم، ويعاقبه، فإن يرتدعون، ويتوبوا من الصهيونية، ويصل خبر عذابهم وعقابهم إلى كل من تمتد يده بالسرقة.
نحن أهل غزة نطالب بان تكون يد الأمن من حديد وأشواك، وإن لم تكن كذلك، سيظل كيس طجين الفقراء بألفي شيكل، وستظل علية الفول أغلى من مهر العروس.

