استهجنت فصائل فلسطينية، أمس، تصريحات مدير عام الشرطة الفلسطينية في رام الله حازم عطا الله التي دعا فيها إلى نزع سلاح كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عادّة إياه "تجاوزا لكافة الخطوط الحمراء" باعتبار أن سلاح المقاومة شرعي ومكفول بكافة الأعراف والمواثيق الدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وأكدت الفصائل في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" أن هذه التصريحات توتيرية واستفزازية مرفوضة جملة وتفصيلا، تقود لتعكير أجواء المصالحة، مطالبين قيادات السلطة بالكف عن الحديث عن سلاح المقاومة، لأن هناك توافقا فلسطينيا لا يجوز لأي طرف المساس به.
وكان عطا الله قال خلال لقائه بصحفيين أجانب برام الله، أمس: "إنه يتعين نزع سلاح كتائب القسام" لإنجاح اتفاق المصالحة الذي وقعته حركتا حماس وفتح الشهر الماضي"، مؤكدًا في الوقت نفسه استئناف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
تفسد المصالحة
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب رفض حركته "جملة وتفصيلا" الحديث عن سلاح المقاومة الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا السلاح مرهون بوجود الاحتلال الإسرائيلي.
واستغرب حبيب في تصريحات لـ"فلسطين"، تطرق عطا الله إلى الحديث عن نزع سلاح المقاومة، مشددًا على أن الحديث عنه يعرقل عجلة المصالحة ويفسد الأجواء السائدة في الساحة الفلسطينية.
وأضاف: "هذه التصريحات مرفوضة ولها تأثير سلبي على مجريات المصالحة وعلى الساحة الفلسطينية، كان من الأفضل أن يصمت عطا الله، وألا يتحدث عنه لأن سلاح المقاومة شرعي يدافع عن الشعب الفلسطيني".
وشدد حبيب على أن سلاح المقاومة خارج النقاش والحوار ما دام هناك احتلال على أرض فلسطين، معتبرا أن من يطالب بنزع سلاح المقاومة "يقدم خدمة مجانية للاحتلال".
حق شرعي
من جهته، حذر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة من المس بسلاح المقاومة، باعتباره حقا مشروعا ومكفولا بالقوانين والأعراف الدولية.
وقال أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين": "إن هناك توافقا وطنيا فلسطينيا على أن سلاح المقاومة خط أحمر، ولا يجوز لأي طرف المساس به"، مشيرا إلى أنه يمكن التوافق على سلاح المقاومة من خلال غرفة عمليات مشتركة بين كافة الفصائل الفلسطينية.
وطالب قيادات السلطة الفلسطينية بالكف عن التلويح بين الحين والآخر بمحاولة المساس بسلاح المقاومة، أو التصريح بنزع سلاح القسام وغيرها، معتبرا أن المس بسلاح القسام هو مساس بكل السلاح الفلسطيني.
وأشار إلى وجود متغيرات إقليمية ودولية خطرة تنعكس سلبا على النضال الوطني الفلسطيني، لا يمكن مجابهتها إلا بوحدة فلسطينية واستراتيجية تشكل المقاومة بكل أشكالها أدوات النضال لها.
خطر أحمر
من ناحيته، اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسين منصور تصريحات عطا الله بأنها "توتيرية واستفزازية" ولا يمكن بأي شكل من الأشكال لقوى المقاومة قبولها، مؤكدا أنه لا يمكن السماح بمجرد التفكير في الحديث عن نزع سلاح المقاومة.
وقال منصور في حديث لصحيفة "فلسطين"، إن هذه التصريحات التي تخرج كل فترة "تزيد الأمور سوءا، وتضر المصالحة، وتعبر عن عدم رضا من يطلقها عن المصالحة"، مؤكدا أن سلاح" المقاومة خطر أحمر ولا يمكن السماح لأي كان بمجرد الحديث فيه ".
وأضاف: "ليس من صلاحيات أحد من قوى الحكومة التنفيذية التي يجب أن تلتزم بالقرارات الوطنية إصدار هذه التصريحات"، مطالبًا بالتوقف الفوري عنها لخطورتها على المصالحة، باعتبار أن لها تداعيات سيئة تقود إلى فعل ورد الفعل.
وطالب منصور بوقف هذه التصريحات التي تعكر أجواء المصالحة، وترك المعنيين من قوى وطنية وفصائلية ينجزون ملف المصالحة في حوارات القاهرة القادمة في 21 نوفمبر/ تشرين ثان الجاري.