وصل المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله صباح اليوم الجمعة إلى مطار بيروت الدولي، بعد أن أفرجت عنه السلطات الفرنسية إثر 41 عامًا من الاعتقال، وسط استقبال شعبي حاشد احتفاءً بعودته.
وشق موكب عبد الله طريقه من المطار إلى مسقط رأسه في القبيات – شمال لبنان، وسط زغاريد وأناشيد وطنية ورفع لصور عبد الله والأعلام اللبنانية والفلسطينية.
وأكد عبد الله، في أول تصريح له من قاعة الشرف بالمطار، أن "صمود الأسرى في سجونهم يعتمد على صمود رفاقهم في الخارج"، مشددًا على أن نهج المقاومة لا يمكن اقتلاعه، قائلاً: "المقاومة مسمّرة في هذه الأرض... ومقاومتنا ليست ضعيفة بل قوية"، داعيًا الجميع إلى الالتفاف حولها "أكثر من أي وقتٍ مضى".
وأضاف عبد الله أن "طالما هناك مقاومة، هناك عودة إلى الوطن"، في إشارة رمزية إلى خروجه من الأسر وعودته إلى لبنان، موجهًا تحية إلى شهداء المقاومة الذين وصفهم بـ"القاعدة الأساسية لأي فكرة تحرر".
وعن التطورات في فلسطين، شدد عبد الله على أن "المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد"، واعتبر أنه "من المعيب للتاريخ أن يتفرج ملايين العرب على معاناة أهل فلسطين وأهل غزة وهم يموتون جوعًا"، داعيًا الجماهير المصرية للتحرك العاجل لوقف الإبادة والمجاعة في القطاع، قائلاً إنهم "قادرون على ذلك".
لحظة خروج المناضل #جورج_عبدالله من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت#لبنان#الميادين_لبنان#جورج_عبدالله_حراً pic.twitter.com/0p6uZFY8zT
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) July 25, 2025
وكان القضاء الفرنسي قد أصدر قرارًا بالإفراج عنه في 17 تموز/يوليو، بعد سنوات من الضغوط السياسية حالت دون إطلاق سراحه رغم انتهاء محكوميته منذ عام 1999. وقد منعت السلطات الفرنسية عبد الله من الإدلاء بأي تصريحات قبل مغادرته.
ويُعد جورج عبد الله أحد أبرز رموز النضال الأممي، واعتُقل عام 1984 بتهم تتعلق بضلوعه في عمليات ضد دبلوماسيين أمريكيين وإسرائيليين في باريس، ثم حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987.
المناضل اللبناني المحرر جورج عبدالله ييترجل من سيارته ويلقي التحية على الجماهير الغفيرة المحتشدة لاستقباله على طريق مطار بيروت#جورج_عبدلله #جورج_عبدالله_حراً pic.twitter.com/JLVOoZFLeF
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 25, 2025
وهنأ القيادي في حركة حماس علي بركة الشعب اللبناني الشقيق بمناسبة الإفراج عن المناضل اللبناني الكبير جورج إبراهيم عبد الله، الذي وصل اليوم إلى بيروت مكلّلًا بالعزّ والكرامة، بعد أن أمضى 41 عاماً في السجون الفرنسية ظلماً وعدواناً بسبب مواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية.
وأكّد بركة أنّ جورج عبد الله شكّل بصموده الثابت طوال أربعة عقود داخل السجن، نموذجًا نضاليًا حيًا في الوفاء لفلسطين، وتجسيدًا لوحدة النضال التحرّري بين أحرار الأمة وأحرار العالم، مشيرًا إلى أنّ مواقفه تعبّر بصدق عن مركزية القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب الحرّة.
وأضاف بركة أنّ الإفراج عن عبد الله يمثّل إنجازًا تاريخيًا، ويعيد تسليط الضوء على تواطؤ الأنظمة الغربية مع الاحتلال الصهيوني، وانحيازها الفاضح ضد كل من يقاوم الظلم والهيمنة، مؤكداً أن هذه القضية ستبقى حيّة وشاهدة على نفاق تلك الأنظمة.
وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، وعلى الرغم من أن فترة سجنه القانونية انتهت في عام 1999، إلا أن التدخلات السياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، حالت دون الإفراج عنه، ما جعل القضية تُعتبر مثالًا على تسييس القرارات القضائية، وهذا التدخل دفع منظمات حقوقية عديدة إلى انتقاد الوضع ووصفه بانتهاك للحقوق الإنسانية.

