أدان رئيس رابطة "شباب لأجل القدس العالمية"، طارق الشايع، زيارة عدد من الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بـ"الأئمة الأوروبيين" إلى (إسرائيل)، ولقاءهم بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، معتبرًا أن هذه الزيارة جاءت في توقيتٍ بالغ الحساسية "لا يحتمل اللبس، حيث إن الصمت خيانة، فكيف بالتواطؤ؟".
وأوضح الشايع، لـ "فلسطين أون لاين"، أن هذه الزيارة، التي جرت في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة وما تشهده من دمار وقتل ممنهج بحق المدنيين، "لا يمكن تفسيرها إلا كطعنة في خاصرة المظلومين وانفصال تام عن مشاعر الأمة الإسلامية".
وأضاف: "أن زيارة من يدّعون تمثيل الجاليات المسلمة لكيانٍ مجرم، بينما الدماء لم تجف بعد، تُعد سابقة خطيرة تُسجَّل في أرشيف العار، وهي لا تمثل دينًا ولا قيمًا، ولا حتى الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية".
تبييض الجرائم
وأكد الشايع أن الأمر لا يخرج عن احتمالين: "إما جهلٌ فاضح بحقائق الواقع، أو مشاركة ضمنية في تزييف الوعي وتجميل صورة القاتل".
وتابع: "حين تُرفع قضايا دولية تتهم الكيان الصهيوني بارتكاب إبادة جماعية، فإن مثل هذا اللقاء يمنح غطاءً دينيًا لتلك الجرائم، ويُستخدم لتبييض سجل القاتل الدموي باسم الدين".
وحذّر من أن ما حدث يُعد "تطبيعًا دينيًا" أخطر من التطبيع السياسي، كونه يستهدف الوعي الإسلامي من داخله، ويحوّل منبر المسجد من صوتٍ للحق إلى أداةٍ للاعتراف بالباطل.
وشدّد على أن الجاليات المسلمة في أوروبا "أكبر ووعيها أعمق من أن تنطلي عليها مثل هذه المسرحيات"، مؤكدًا أن هناك رفضًا واسعًا عبّر عنه علماء ومؤسسات إسلامية، شددت على أن هؤلاء لا يمثلون المسلمين ولا قيمهم، بل يمثلون أجندات غربية أو يخضعون لضغوط سياسية.
وأوضح الشايع أن من أخطر الرسائل التي تحملها هذه الزيارة هو الإيحاء بأن حتى من يُفترض أنهم حماة القيم الإسلامية يمكن شراؤهم أو إسكاتهم، وأن الجريمة قد تجد من يباركها تحت غطاء ديني.
لكنه أكد أن ردود الفعل الرافضة من الشعوب والعلماء الصادقين تعكس أن الأمة لا تزال حيّة، وأن مثل هذه المحاولات المسمومة "لن تمر مرور الكرام".
أجندات مشبوهة
وشدّد الشايع على أن هؤلاء الأشخاص الذين زاروا الكيان الإسرائيلي "لا يمثلون إلا أنفسهم أو الجهات التي دفعتهم"، داعيًا إلى فضح هذا التزييف وعدم السماح بتقديمهم على أنهم "صوت المسلمين".
وأشار إلى أن الجاليات المسلمة في أوروبا عبّرت بوضوح عن دعمها لغزة، من خلال مسيرات حاشدة ومواقف مشرفة، تعرّض فيها بعض أفرادها للملاحقة والاعتقال لمجرد رفع العلم الفلسطيني.
وفي السياق نفسه، أصدر "المجلس الأوروبي للأئمة"، ومقره باريس، بيانًا أدان فيه الزيارة، واصفًا إياها بأنها "مشبوهة ولا تعبّر عن موقف المسلمين في أوروبا"، مؤكدًا أن أعضاء الوفد "غير معروفين بين الأئمة والدعاة، ولا يمتون بصلة إلى المؤسسات الدينية الموثوقة".
وجاءت الزيارة في وقتٍ تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربها المدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أثار استياءً واسعًا على المستويين الفلسطيني والأوروبي، وأدانها أيضًا الأزهر الشريف، معتبرًا أنها "خيانة للقيم الدينية والإنسانية، وتتناقض مع معاناة الشعب الفلسطيني".

