فلسطين أون لاين

​بالسياحة يخدم "جمال العطار" قضيته وينقل الثقافات إلى المُحاصَرين

...
إيطاليا / غزة - نسمة حمتو

كانت رحلات الكشافة التي شارك فيها مع مدرسته في طفولته دافعًا قاده عندما كبر للسفر إلى أوروبا، لينقل الثقافات المختلفة في أوروبا إلى الفلسطينيين، وتحديدًا شباب قطاع غزة الذين لا يستطيعون السفر، أضف إلى ذلك السعي لنشر القضية الفلسطينية بجولاته في أنحاء العالم.

المغترب "جمال العطار" تخرج في كلية الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية، ثم سافر إلى النرويج، وحصل فيها على درجة الماجستير، وفي إيطاليا نال شهادة الدكتوراة في التخطيط المعماري الذي كان مُولعًا به منذ بداية حياته الدراسية الجامعية.

سفر وترحال

قال العطار لـ"فلسطين": "منذ كنت طفلًا أعشق الكشافة، وأحب التنقل والترحال من مكان إلى آخر، وعندما كبرت وجدت ضالتي في السفر، وبه أردت أن أنقل الثقافات من أوروبا إلى فلسطين والعالم العربي، وأن أنقل كذلك التخطيط الحضري عبر العصور باللغة العربية، إلى جانب إشباع رغباتي الشخصية بالسفر حول العالم التي قادتني إلى زيارة ما يزيد على 200 مدينة".

وأضاف: "التقيت الكثير من الفلسطينيين ممن لديهم الرغبة في السفر، ولكن لا يملكون الفرصة لرؤية الحضارات المختلفة، وهذا ما شجعني على نقل هذه الصورة إلى مليوني غزي، وأربعة ملايين فلسطيني و300 مليون عربي، بخبرتي المهنية مخططًا عمرانيًّا، وبالاستفادة من حبي للترحال كشافًا".

ولأجل هدفه يصوّر العطّار مقاطع (فيديو) وينشرها على (الإنترنت)، وتتنوع مضامين المقاطع، فمنها المليئة بالمعلومات التاريخية التي تتحدث عن بعض الأماكن التراثية في أوروبا، وأخرى خفيفة تصور الحياة في بعض المدن الأوربية، ليجعل المشاهد يحلم بالوصول إلى هذه البلدان يومًا ما، على حد قوله.

وتابع: "أعتقد أنه واجبي بصفتي فلسطينيًّا هو خدمة القضية الفلسطينية، هذه المشاهد هدفها أكبر من أن أشاهد الحياة وأنقلها إلى المتابعين، فالكثير ينقلون المعلومة نفسها بطريقة ربما تكون أفضل من طريقتي".

وأكمل: "من واجبي كذلك نقل الرسالة الفلسطينية إلى العالم، فعلى سبيل المثال: عقب حرب عام 2008م التي شنها الاحتلال على غزة، خلال رحلة لسفينة حاولت كسر الحصار عن القطاع حصلت على علم فلسطين من الناشط فيتوريو أريغوني الذي قُتل في غزة، وتمكنت بعدما سافرت من حمل هذا العلم في كل الدول التي أذهب إليها".

علم فلسطين

وأشار العطار إلى أنه عندما يزور أي مدينة يوقفه الكثير من المارة في الشارع ليسألوه عن العلم الذي يرفعه، ولأي بلد هو، وهنا يجد الفرصة ليحدّثهم عن القضية الفلسطينية.

وضرب مثالًا على ذلك: "قبل شهر تقريبًا كنت في رحلة إبحار، فرفعت علم فلسطين على القارب، حينها سألني أحد المشاركين في الرحلة: هل أنت فلسطيني؟، فأجبته: نعم، فقال بالإيطالية إنه محب جدًّا لمحمود درويش، فبدأنا الحديث عن فلسطين، وكان هناك على متن القارب الكثير من الأشخاص لم يسمعوا بفلسطين".

وقال: "بهذه الطريقة أساهم بتعريف العالم بالقضية الفلسطينية، ليس بالضرورة أن تكون خطيبًا على المنابر كي توصل رسالة فلسطين، وإنما المهم هو أن تملك الرغبة بخدمة القضية".

يحاول العطار أن يوسع نطاق مساهمته في التعريف بالقضية الفلسطينية، لذا إنه في كل دولة يزورها يختار عددًا من الشباب العرب للمشاركة معه في رحلته، ويشرح لهم القضية شرحًا مباشرًا، ليصبحوا هم أيضًا متحدثين عن القضية.

العطار ينشر مقاطع (الفيديو) التي ينتجها تحت وسم (هاشتاج) #solwgol، وهو يقدم فكرة السفر قليل الثمن، ويعرّف المتابعين بكيفية السفر إلى أي دولة بتكلفة قليلة.