في الموجة الخامسة عشرة من ردودها العسكرية على العدوان الإسرائيلي، استهدفت إيران حديقة "غاف يام نيغيف" التكنولوجية في مدينة بئر السبع المحتلة، جنوبي فلسطين.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة، استهداف "حديقة الفضاء السيبراني"، في بئر السبع جنوب "إسرائيل"، بالصواريخ، وتحديدًا مبنى شركة "غاف-يام 4"، مشيرا إلى أن الضربة ألحقت أضرارًا جسيمة بالموقع.
وذكر الحرس الثوري في بيان، أن "الصاروخ الإيراني الذي سقط في بئر السبع استهدف مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي". وأضاف أن "الهجوم جاء لكون الموقع جزءًا من منظومة دعم العدوان، وليس مجرد كيان مدني، إذ يشمل أنشطة سيبرانية متقدمة".
وأشار إلى أن "الهجوم طال مساكن لأشخاص يعملون في مجالي التجسس والذكاء الاصطناعي، ويتعاونون بشكل مباشر مع الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية".
وفي ذات السياق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن "الهجوم الصاروخي الباليستي من إيران استهدف منطقة (CyberSpark) في بئر السبع، وأن المبنى المتضرر هو (Gav-Yam 4)، الذي يُعد جزءًا من الحديقة السيبرانية".
هذه الضربة "المركزة" لم تستهدف فقط منشأة عادية، بل قلب الابتكار والبحث العسكري التكنولوجي الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلات عن أهمية هذه الحديقة ودلالات استهدافها.
1. حديقة "غاف يام نيغيف": مركز الابتكار التكنولوجي والإستراتيجي لإسرائيل
- تأسيس الحديقة: أُنشئت في سبتمبر 2013 بمبادرة رسمية، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، بهدف دعم الابتكار العلمي والتكنولوجي المتقدم في مجالات بحثية وعسكرية مدعومة من جامعة "بن غوريون" ووحدات الجيش التكنولوجية.
- الكوادر العاملة: تضم الحديقة أكثر من 2500 مهندس في نحو 70 شركة تقنية، بالإضافة إلى حوالي 7000 جندي من وحدات تكنولوجية عسكرية، مع تفاعل مستمر مع 20 ألف طالب وباحث جامعي.
- أهمية الموقع: تقع الحديقة بالقرب من معسكرات عسكرية وأبحاث سيبرانية، وتعتبر مركزاً رئيسياً لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، وأنظمة المراقبة، وتلعب دوراً حاسماً في دعم القرارات الأمنية والاستخباراتية.
2. الأدوار العسكرية والسيبرانية للحديقة
- دعم وحدات الاستخبارات والتقنيات الحديثة: تستخدم الحديقة أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات رصد الطائرات والصواريخ والتحركات البرية عبر الأقمار الصناعية.
- القدرات السيبرانية الهجومية والدفاعية: لا تقتصر على الدفاع، بل تقوم أيضاً بعمليات هجومية في الفضاء السيبراني، مستفيدة من تقنيات متطورة في التعرف على الوجوه وتحليل الصوت لتوجيه العمليات العسكرية.
- موقع استراتيجي: تلعب الحديقة دوراً محورياً في الأمن القومي الإسرائيلي، كحلقة وصل بين شمال وجنوب البلاد، وقريبة من المفاعل النووي "ديمونا".
3. أبرز الشركات العاملة في الحديقة وأدوارها
- Dell Technologies: متخصصة في البنية التحتية السحابية وحوسبة البيانات، وتنفذ عقوداً ضخمة مع الجيش الإسرائيلي.
- IBM: تعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، وتتعاون مع وحدات استخباراتية مثل "8200".
- Oracle: تقدم حلولاً سحابية وحماية قواعد البيانات للمؤسسات الأمنية.
- Deutsche Telekom Innovation Labs: مختصة بشبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني.
- WiX وMellanox (NVIDIA): تساهم في تطوير بنى تحتية رقمية عسكرية متقدمة.
- Incubit وRAD وCyberArk وJVP Cyber Lab: شركات متخصصة في أمن المعلومات، الاتصالات الدفاعية، وتطوير الطائرات المسيّرة وأنظمة المراقبة.
4. وحدات نخبوية تكنولوجية عسكرية في بئر السبع
- لوطم (مكتب التكنولوجيا المتقدمة): تطوير أنظمة معلومات عسكرية متقدمة.
- مَمْرام (مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات): إشراف على البنية الحوسبية العسكرية.
- متسفن (نظام قيادة وسيطرة رقمي): دعم اتخاذ القرار في الوقت الحقيقي.
- متسوعاف (نظام اتصالات عملياتي مشفّر): تأمين التواصل خلال المعارك وحماية الاتصالات من الهجمات السيبرانية.
5. دلالات الضربة الإيرانية وأبعادها الاستراتيجية
- استهداف الحديقة يؤكد قدرة إيران على ضرب بنية الاحتلال التكنولوجية المعقدة التي تُعتبر من نقاط القوة الأساسية لإسرائيل.
- الضربة تعكس تحوّلاً نوعياً في طبيعة الرد الإيراني، من استهداف قواعد عسكرية واقتصادية إلى مراكز أبحاث وسيبرانية ذات أهمية عالية.
- تأتي الرسالة الإيرانية لتؤكد أنها تعرف المواقع الحساسة بدقة، قادرة على اختراق ما يُعتبر حصوناً تكنولوجية، مهددة الأمن القومي الإسرائيلي من الداخل.
- الضربة تمثل تحدياً مباشرًا لرؤية "الجنوب الذكي" الإسرائيلية، التي تعتمد على التفوق التقني والمعلوماتي، وقد تؤدي إلى إعادة تقييم إسرائيل لمواقعها الأمنية والتكنولوجية.

