حذّر الكاتب الإسرائيلي آفي شيلون، في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، من أن إسرائيل تدخل مرحلة "خطيرة من التعايش مع الخطر"، بفعل غياب خطة سياسية حقيقية لإنهاء الحرب في غزة، وتنامي الهجمات من جبهات متعددة أبرزها اليمن وسوريا، في ظل حالة من "الخداع الاستراتيجي" و"الإنكار الداخلي".
واعتبر شيلون أن استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن وسوريا، أصبح يُنظر إليه داخل إسرائيل كواقع يمكن التأقلم معه، ما يشجع "جهات مارقة أخرى" على الانضمام إلى ساحة المواجهة. وأضاف أن هذا التعايش مع التهديد يُضعف الردع الإسرائيلي ويفتح الباب أمام توسع غير محسوب في رقعة القتال.
وانتقد الكاتب غياب خطة سياسية واضحة للحرب في غزة وما بعدها، محذرًا من أن إطالة أمد القتال دون أفق سياسي سيعيد إسرائيل إلى واقع ما قبل 7 أكتوبر، حيث تُقصف البلدات بشكل متقطع، ويُقتل الجنود أسبوعيًا، دون تقدم يُذكر.
شيلون أشار كذلك إلى وجود "انفصام داخلي" في المجتمع الإسرائيلي، يتمثل في استمرار سقوط الجنود في المعارك، في الوقت الذي عاد فيه معظم السكان إلى حياتهم اليومية، وهو ما اعتبره تطبيعًا خطيرًا مع واقع مأزوم ومليء بالخسائر.
ولفت المقال إلى أن إسرائيل أضاعت فرصة نادرة لإعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط، كان يمكن خلالها استثمار النجاحات العسكرية ضد حزب الله وسوريا لتعزيز التحالفات الإقليمية، وتحقيق اختراق مع السعودية، مقابل إنهاء حكم حماس في غزة.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن سعي الحكومة وراء "صورة نصر شكلية"، عبر مطاردة مئات من عناصر حماس، لن يحقق الأمن لإسرائيل، بل سيؤدي إلى نتائج كارثية تشمل: استمرار احتجاز المخطوفين، وتفكك الوحدة الاجتماعية، وتبدد الأمل في مستقبل آمن ومستقر.

