كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء الاثنين، عن كارثة صحية متفاقمة تمثّلت في استشهاد 41% من مرضى الفشل الكلوي خلال الحرب المستمرة، جراء حرمانهم من الوصول إلى مراكز الغسيل الكلوي، وتدمير تلك المراكز بالكامل أو إخراجها عن الخدمة.
وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مركز "نورة الكعبي" لغسيل الكلى شمال القطاع، والذي كان يقدم خدماته الحيوية لعشرات المرضى، معتبرةً أن تدمير المركز يُنذر بـ"كارثة لا يمكن توقع نتائجها"، ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لإفراغ شمال القطاع من المستشفيات ومرافق الرعاية التخصصية.
وفي تقرير حديث أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بتاريخ 20 مايو/أيار، تبين أن ستة من أصل سبعة مراكز متخصصة بخدمات غسيل الكلى في القطاع تعرضت للتدمير أو توقفت عن العمل، وهو ما تسبب بوفاة 472 مريضًا بالفشل الكلوي من أصل 1200 مريض مسجل، أي ما نسبته 41%.
وأشار التقرير إلى أن النسبة الأكبر من الشهداء تركزت في محافظتي غزة والشمال، حيث مُنع المرضى من تلقي جلسات الغسيل بانتظام نتيجة النزوح المتكرر والهجمات الإسرائيلية على المرافق الصحية.
وبحسب المعطيات، لم يتبق سوى أربعة مراكز تعمل بشكل جزئي لتقديم الخدمة لنحو 728 مريضًا، وهي مستشفى الشفاء (280 مريضًا)، الزوايدة الميداني (50 مريضًا)، مجمع ناصر بخان يونس (260 مريضًا)، ومستشفى شهداء الأقصى (138 مريضًا). وتعمل هذه المراكز بأجهزة متهالكة، إذ دمر الاحتلال 78 جهاز غسيل كلوي من أصل 140، وأبقى على 62 جهازاً فقط تعمل بكفاءة متدنية وسط نقص حاد في الأدوية والمستهلكات.
وتتوزع الحالات بين مرضى القصور الكلوي من الدرجة الخامسة الذين يحتاجون إلى 12 ساعة غسيل أسبوعيًا، ومرضى زراعة الكلى الذين يعتمدون على أدوية مثبطة للمناعة، إلى جانب أصحاب الأمراض المزمنة والوراثية. وتشكل خدمة الغسيل الكلوي نحو 45% من إجمالي خدمات أمراض الكلى في القطاع.
ويأتي هذا الانهيار الصحي في سياق عدوان شامل يدخل شهره التاسع، تواصل فيه قوات الاحتلال استهداف البنى التحتية الصحية والإنسانية، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.