فلسطين أون لاين

أغلبية ترفض إدخال مساعدات لغزة ..

تقرير خبراء: نتائج استطلاعات رأي تؤكد انهيارًا قيميًّا وانجراف المجتمع الإسرائيلي لأقصى اليمين

...
خبراء: نتائج استطلاعات رأي تؤكد انهيارًا قيميًّا وانجراف المجتمع الإسرائيلي لأقصى اليمين
الناصرة-غزة/ علي البطة:

عكست نتائج استطلاعات رأي إسرائيلية دعم أغلبية المجتمع الإسرائيلي استمرار سياسة التجويع المفروضة على الفلسطينيين في غزة، في مشهد يعكس انهيارا أخلاقيا شاملا لمجتمع يشرعن الإبادة أداة عسكرية مقبولة اجتماعيا وسياسيا على الرعاة الغربيين للمشروع الصهيوني، دون أن تتحرك الكيانات الغربية جديا لإنهاء المجاعة المتفاقمة في قطاع غزة.

ووفق استطلاع رأي نشر نتائجه موقع واللا العبري، فإن ٥٤ في المائة من الإسرائيليين يعارضون إدخال المساعدات لغزة، و١٥ في المائة ليس لديهم رأي في الموضوع، في حين يؤيد السماح بالمساعدات ٣١ في المائة فقط من الإسرائيليين.

المجاعة تفاقمت مع تشديد قوات الاحتلال حصار غزة، وإغلاقها المنافذ البرية للقطاع منذ بداية مارس الفائت، ومنعه إدخال المساعدات، والإمدادات الطبية، والسلع، والوقود، للفلسطينيين الذين يعانون ظروفا معيشية غير مسبوقة في قسوتها.

نتائج الاستطلاع تظهر وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية نزار نزال، انجراف المجتمع الإسرائيلي من الوسط إلى أقصى اليمين، وتطابق مواقف المجتمع مع الحكومة المتطرفة في سياسات الحرب الإبادية المتواصلة منذ ٦٠٠ يوم على غزة.

ويقول نزال لصحيفة "فلسطين"، نتائج الاستطلاع تكشف قدرة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على التلاعب بالشارع، وتشكيله توجهاته الخطيرة للاستمرار ليس بمنع إدخال المساعدات فقط، بل بذبح الفلسطينيين في غزة ونابلس والخليل، وفقا لمنطلقات توراتية، تعد سكان تلك المدن وحوشا يستحقوا الذبح والقتل لا الحياة.

ومع استبعاده تأثير تلك الاستطلاعات على سياسات حكومة اليمين المتطرف، إلا أنه يعتقد أن نتنياهو وأقطاب حكومته سيعملوا لاستخدامها للتدليل على تنفيذهم سياسات مرتبطة بتوجهات الجمهور.

أداة مركزية

ويعكس الدعم الشعبي للسياسة العدوانية الإسرائيلية بحسب ديمتري دلياني رئيس التجمع الوطني المسيحي، اندماجا مجتمعيا كاملا في مشروع الإبادة، وتحويل التجويع إلى أداة مركزية ضمن البنية الاستعمارية للهيمنة.

ويشير دلياني إلى أن المجتمعات قد تكون بيئة حاضنة لجرائم الإبادة، مستشهدا بما حدث في ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية، فقد لعبت الخطابات العنصرية دورا أساسيا في تعبئة الشعوب نحو القتل الجماعي.

ويقول دلياني، في الحالة الإسرائيلية تنتج الإبادة الجماعية كسياسة رسمية ويعاد تسويقها داخليا على أنها تصب في مصلحة ما يسمى بـ"الشعب اليهودي"، مما يدلل على غياب كامل للحدود الأخلاقية الناظمة للسلوك السياسي والمجتمعي.

وشدد رئيس التجمع الوطني المسيحي على أن تحول الإبادة والتجويع إلى أدوات حكم تحظى بتأييد شعبي يعكس تأكل الخيال الأخلاقي وانهيار البنية القيمية التي يفترض أن تقوم عليها المجتمعات السوية.

التفاف على الضغوط الدولية

وفي تعليقه على سماح الاحتلال لإدخال بضع عشرات من شاحنات المساعدات إلى غزة نهاية الأسبوع الماضي، قال نزال إن الاحتلال سمح بذلك ليحقق أهداف عديدة، من بينها الالتفاف على الضغوط الدولية.

وكذلك ليحاول "عزل المقاومة الفلسطينية عن بيئتها في غزة، لإعطاء صورة للخارج بأن جيش الاحتلال لا يمس عموم المدنيين في غزة، بل يحارب المقاومين فقط، في محاولة لتجميل وجه كيان الاحتلال".

 وقال نزال، إن آلية الاحتلال لتوزيع المساعدات على الغزيين عبر شركات قرببة منه، تأتي في سياق الالتفاف على المجتمع الدولي من جهة، ومحاولة لشق الصف الفلسطيني من الجهة الاخرى.

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين