حذر الكاتب الإسرائيلي المعروف، بن درور يميني، من أن إسرائيل باتت تقف "على مسافة خطوة من هزيمة سياسية"، نتيجة تجاهل حكومتها للأبعاد الأخلاقية والإنسانية لحربها المستمرة على قطاع غزة، وما وصفه بسيطرة "يمين مناهض للصهيونية" على مقاليد الحكم.
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، انتقد يميني بشدة ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة على تصريحات قادة غربيين، كالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذين أعربوا عن قلقهم حيال تفاقم الجوع في غزة.
وقال الكاتب: "هل سنتهجم على ترامب أيضاً؟ هل هو الآخر معادٍ للسامية؟"، مشيرًا إلى أن معظم زعماء العالم، باستثناء رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يشاركون نفس القلق الإنساني.
وأكد يميني أن المشكلة لا تكمن في "إعلام موجه"، كما تروج بعض الأوساط الإسرائيلية، بل في السياسات الإسرائيلية نفسها، والتي أدت إلى صور صادمة لأطفال جوعى في غزة تبثها القنوات العالمية، متسائلًا: "لا يوجد بني بشر يبقى لامبالياً".
وأشار إلى أن الضغط يتصاعد داخل الحزب الجمهوري الأميركي لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، قائلاً إن شخصيات مؤيدة كماركو روبيو أبدت قلقها العلني من الأوضاع في القطاع.
وأضاف: "أصدقاء إسرائيل أكثر فأكثر، لا ينجحون في أن يفهموا ما الذي يفعله نتنياهو بالضبط، ومع كل الرغبة في التمييز، نتنياهو هو إسرائيل".
وحمل الكاتب بشدة على الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أنها تعيش في "فقاعة"، ولا تدرك خطورة ما تقوم به، ليس فقط على المستوى الأخلاقي، بل على صعيد التحالفات الدولية ودعم الأصدقاء التقليديين.
واختتم مقاله بتحذير واضح: "نحن على مسافة خطوة من الفشل. ليس بسبب العالم. لأن المشكلة ليست في الإعلام بل في السياسات".
يأتي ذلك في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ أعلن جيش الاحتلال مؤخرًا توسيع عملياته العسكرية، وسط تحذيرات متكررة من منظمات أممية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر، في ظل الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.
وكان جيش الاحتلال قد استأنف، فجر 18 آذار/ مارس الماضي، عدوانه المكثف على غزة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير، ما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، وأثار موجة غضب عالمية واسعة.
وتصف منظمات إغاثية الوضع في غزة بالكارثي، إذ قالت "أطباء بلا حدود" إن القطاع بات بمثابة "مقبرة جماعية للفلسطينيين"، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن الحصار الشامل المفروض على غزة يشكّل "جريمة ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".

