فلسطين أون لاين

نواجه الرواية الصهيونية بالتضامن العالمي والضغط الحقوقي

​​​​​​​طارق الشايع لـ"فلسطين أون لاين": ما يحدث في غزة إبادة جماعية وصمت الحكومات تواطؤ

...
​​​​​​​طارق الشايع لـ"فلسطين أون لاين": ما يحدث في غزة إبادة جماعية وصمت الحكومات تواطؤ
الكويت–غزة/ جمال محمد

أكد رئيس رابطة "شباب لأجل القدس" وعضو الهيئة العليا لمناهضة الصهيونية والتطبيع، طارق الشايع، أن ما يتعرض له قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي يُمثّل إبادة جماعية مكتملة الأركان، كما نصّت عليها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة.

وأوضح الشايع، لـ "فلسطين أون لاين"، أن ما يحدث في القطاع يتجاوز مفاهيم الحرب التقليدية أو العمليات العسكرية المحدودة، ويُمثّل محاولة منهجية لتصفية الوجود الفلسطيني.

وأشار إلى أن استخدام الاحتلال للتجويع كسلاح، واستهدافه المتعمد للمدنيين والبنية التحتية، وتدمير مقومات الحياة، كلها مؤشرات واضحة على ارتكاب جريمة إبادة جماعية.

موقف حازم

وفي ما يتعلق بالمواقف الرسمية تجاه العدوان، عبّر الشايع عن خيبة أمله، واصفًا ردود الفعل الدولية، خصوصًا من الحكومات الغربية، بأنها "أقل بكثير من الحد الأدنى الأخلاقي والقانوني المطلوب".

وقال: "لم نرَ مواقف حازمة، بل تغاضيًا يصل إلى حدّ التواطؤ، وحتى الإدانات التي صدرت جاءت متأخرة ومشروطة، ومن دون أدوات تنفيذ حقيقية".

وفي المقابل، أشاد الشايع بالتحركات الشعبية في مختلف أنحاء العالم، خاصة في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والنقابات، معتبرًا أنها أظهرت نضجًا أخلاقيًا ووعيًا إنسانيًا متقدمًا.

وقال رئيس الرابطة: "نشهد حراكًا متصاعدًا في الغرب، من مظاهرات ضخمة إلى اعتصامات في الجامعات، تُطالب بوقف الدعم العسكري والسياسي للاحتلال، وهذا التضامن الشعبي يعكس تحوّلًا مهمًا في الرأي العام".

دعم غزة

وتحدث الشايع عن دور منظمته في دعم غزة، موضحًا أنهم يتحركون عبر مسارين: الأول إعلامي، لتعبئة الرأي العام العربي والدولي، والثاني سياسي وقانوني، من خلال المنصات الإقليمية والدولية، مطالبين بفرض العقوبات على الاحتلال وعزله دوليًا.

وردًّا على سؤال حول التواصل مع منظمات دولية، أكد الشايع وجود تواصل مستمر مع جهات حقوقية، قائلًا: "بعض هذه المنظمات أبدت تفاعلًا جادًّا وساهمت في توثيق الجرائم، بينما البعض الآخر ما يزال مقيّدًا بالإرادة السياسية للدول المموِّلة".

وأشار إلى أن الضغط الحقوقي والقانوني يتراكم، وقد بدأ يؤتي ثماره، كما ظهر في تحركات الدول أمام محكمة العدل الدولية.

حملات مقاطعة

وفي سياق متصل، أشار الشايع إلى أن حملات المقاطعة الاقتصادية والثقافية والسياسية بدأت تؤتي ثمارها، مع تراجع علاقات بعض الشركات الكبرى بالاحتلال، وإلغاء فعاليات فنية وأكاديمية، وتزايد وعي الأسواق الشعبية.

وأضاف: "رغم أن التأثير ليس فوريًّا، إلا أنه تراكمي ويشكّل ضغطًا اقتصاديًّا وأخلاقيًّا لا يمكن تجاهله".

أما أبرز التحديات التي تواجههم، فقد حدّدها الشايع في سيطرة الرواية الصهيونية على الإعلام الغربي، وشيطنة المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.

كما أشار إلى صعوبات في الوصول إلى المنصات الإعلامية الكبرى، مؤكدًا استمرارهم في كسر هذه الحواجز من خلال توسيع شبكات التضامن والعمل الجماعي.

وفي ختام حديثه، وجّه الشايع رسالة إلى العالم، قال فيها: "لا تختبروا ذاكرة الشعوب، صمتكم اليوم سيُحاسب عليه التاريخ غدًا. لكل حكومة تملك القرار، نقول: إن كل يومٍ تتأخرون فيه عن وقف هذه الجريمة، أنتم شركاء فيها. ولكل شعب حرّ: لا تستهينوا بأصواتكم، فأنتم الأمل الباقي لشعب يُباد على الهواء مباشرة. آن الأوان لعزل الاحتلال ومحاسبة قادته كمجرمي حرب."

المصدر / فلسطين أون لاين