فلسطين أون لاين

الإخفاق الثاني لنتنياهو ينفجر في وجهه..

لهذه الأسباب... هآرتس: حرب غزَّة لم تعد تصبُّ في مصلحة (إسرائيل)

...
لهذه الأسباب... هآرتس: حرب غزَّة لم تعد تصبُّ في مصلحة (إسرائيل)
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين

تتزايد الانتقادات داخل إسرائيل لقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استئناف الحرب على قطاع غزة، في ما يصفه مراقبون بأنه "الإخفاق الثاني" له منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي قد تكون كلفته السياسية والعسكرية والإنسانية باهظة.

وفي مقال ناري لرئيس تحرير صحيفة هآرتس، ألوف بن، أكد أن نتنياهو ـ مدفوعًا برغبة رئيس هيئة الأركان الجديد، الجنرال إيال زامير، في اتباع نهج أكثر عدوانية ـ اختار كسر وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" منتصف مارس/آذار الماضي، دون حساب تبعات القرار أو احتمالات الفشل، ما وضع إسرائيل أمام معضلة حادة: إما المضي في حملة تدمير شاملة تنذر بجرائم حرب، أو الخضوع للضغوط الأميركية لإنهاء ما وصفه ترامب بـ"حرب الألف عام".

تفكّك الجبهة الداخلية

يرى بن أن ما يزيد تعقيد المأزق هو تآكل التوافق الشعبي داخل إسرائيل حول جدوى الحرب، للمرة الأولى منذ أكتوبر. وبينما يتحمّس قادة اليمين المتطرف لمخططات تهجير سكان غزة، فإن قطاعات واسعة من الإسرائيليين لم تعد ترى في الحرب قضية وجودية، وبدأت تتساءل عن جدوى الزجّ بقوات الاحتياط في حرب استنزاف لا نهاية واضحة لها.

من أبرز إخفاقات نتنياهو، بحسب المقال، سوء تقديره لتوجهات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. فرئيس الوزراء الإسرائيلي كان يأمل في دعم غير مشروط لاستمرار العدوان، بما يشمل التجويع والتهجير ومهاجمة إيران، لكنه فوجئ بإدارة تسعى إلى التهدئة، لا إلى التصعيد، ولا تمانع في التحدث مع "أعداء إسرائيل"، من الإيرانيين إلى الحوثيين وحتى "حماس" نفسها.

المفاجأة الكبرى، كما يصفها الكاتب، كانت في التصدع العلني في علاقة تل أبيب بواشنطن، إذ لم يلقَ نتنياهو من ترامب "قصة الحب" التي وعد بها، بل ضربة دبلوماسية كشفت عزلته الدولية.

ويحذر بن من أن استئناف القتال ـ بالتزامن مع منع المساعدات عن غزة ـ منح شرعية مقلقة لدعوات الإبادة الجماعية، وبدلاً من الحزن على الضحايا بعد القصف، أصبح المشهد كما يصفه "نقتل ونفرح"، في تطبيع فجّ مع الجريمة وسقوط مدوٍّ للأخلاق.

في نهاية تحليله، يشير بن إلى أن "الكارثة الكاملة" لا تزال قابلة للتفادي. فترامب ـ الذي يزور الخليج في إطار جولة إقليمية ـ ألقى "طوق نجاة" لنتنياهو، يتمثل في وقف الحرب والجلوس إلى طاولة التفاوض مع "حماس" لاستعادة الأسرى وبدء عملية إعادة الإعمار.