كشفت مصادر عبرية، اليوم الخميس، عن تطورات جديدة في مصير عدد من الأسرى المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة، وسط تزايد الغموض بعد حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن 21 أسيرًا لا يزالون على قيد الحياة.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول مطّلع أن هناك "شكوكا جدية" تحوم حول مصير ثلاثة أسرى إضافيين، لم تظهر أي مؤشرات على بقائهم على قيد الحياة منذ الأسابيع الأولى للحرب، مشيرًا إلى أن عائلاتهم أُبلغت مسبقًا بهذه التطورات.
وأفادت المصادر أن اثنين من الأسرى الثلاثة يحملان جنسيات أجنبية، وهما النيبالي بيبين جوشي، والتايلاندي بينتا ناتابونغ، بينما يحمل الأسير الثالث الجنسية الإسرائيلية. ولم يتم الإعلان رسميًا عن وفاتهم حتى الآن.
وبحسب المعطيات الرسمية، فإن إجمالي عدد الأسرى المحتجزين في غزة يبلغ حاليًا 59 أسير، تم التأكد من وفاة 35 منهم، بينهم 32 إسرائيليًا و3 أجانب.
يأتي ذلك مع تصاعدت حالة الغضب والقلق في أوساط عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، عقب تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب و"فلتة لسان" نتنياهو حين صرحا فيها بأن ثلاثة أسرى آخرين قد لقوا حتفهم، ما فُسّر على أنه إعلان غير مسبوق عن تطور جديد لم تؤكده الحكومة الإسرائيلية.
وقال ترامب، خلال تصريحات أدلى بها الثلاثاء: "حتى اليوم، بلغ عددهم 21، ثلاثة منهم لقوا حتفهم، لذا، فإن الوضع مأساوي". وقد شكّلت هذه التصريحات صدمة لعائلات الرهائن، خاصة في ظل ما يرونه من غموض رسمي إسرائيلي حول مصير أبنائهم.
وفي بيان رسمي، طالب منتدى الأسرى وعائلات المفقودين، الأربعاء، الحكومة الإسرائيلية بتقديم توضيحات فورية، قائلاً:إذا كانت هناك معلومات جديدة أُخفيت عنا، نطالب بالكشف عنها فورًا. ندعو رئيس الوزراء مجددًا إلى وقف الحرب حتى عودة آخر مختطف، هذه هي المهمة الوطنية الأهم والأكثر إلحاحًا".
وجاء ذلك بعد أن أكد منسق إسرائيل لشؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش، عبر وسائل التواصل أن "حماس تحتجز حاليًا 59 رهينة، من بينهم 24 على قيد الحياة"، في محاولة لنفي أو تقليص أثر ما صرح به ترامب. لكن سرعان ما تبين أن الموقف الرسمي أكثر غموضًا مما يبدو.
ففي بيان مصوّر نشره الأربعاء، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة أن إسرائيل لديها معلومات مؤكدة فقط بشأن 21 رهينة أحياء، وقال: "نحن على يقين من وجود 21 شخصًا على قيد الحياة، لا جدال في ذلك. هناك ثلاثة يُشك في أنهم على قيد الحياة. لن نتخلى عن أحد".
وكان لافتًا أن زوجته سارة نتنياهو، قاطعته في وقت سابق من هذا الأسبوع حين صرح بأن عدد الرهائن الأحياء يصل إلى 24، لتقول: "عددهم أقل"، في مشهد أثار مزيدًا من التساؤلات حول ما يعرفه صناع القرار بالفعل.
وتأتي هذه التطورات بينما وافق نتنياهو مؤخرًا على توسيع العمليات العسكرية في غزة، متبنيًا خطة تهدف إلى دفع السكان الفلسطينيين جنوبًا، في محاولة لزيادة الضغط على "حماس" للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار. لكن مراقبين يرون أن احتمالات التوصل إلى اتفاق وشيك تتضاءل بسرعة، وهو ما ينعكس سلبًا على فرص إطلاق سراح الأسرى المتبقين.