أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن رفضها لخطط الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى احتلال قطاع غزة الفلسطيني بشكل دائم.
وقال متحدث باسم الوزارة ردا على استفسار صحفي يوم الاثنين: "غزة ملك للفلسطينيين"، مشيرا إلى أن التقارير التي كشفت عن وجود خطط لاحتلال القطاع "مثيرة للقلق".
وكانت مصادر من داخل الحكومة الإسرائيلية كشفت في وقت سابق أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وافق على السيطرة العسكرية على قطاع غزة المحاصر وعلى البقاء فيه.
ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إلى أن دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ومن بينها ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، كانت قد رفضت في عام 2023 "احتلال قطاع غزة والاستيطان فيه وتقليص أراضيه".
وأفاد بأن "هذه الدول اتفقت أيضا على أنه لا يمكن التوصل إلى حل دون إشراك الفلسطينيين فيه".
وأضاف المتحدث أنه يكرر مناشدته لـ"جميع الأطراف" للعودة إلى التفاوض بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، مؤكدا أيضا ضرورة "رفع الحظر المفروض على دخول المساعدات إلى قطاع غزة".
في وقتٍ يشتد فيه الخناق الإنساني على أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، تسعى إسرائيل إلى فرض سيطرة مشددة على آلية توزيع المساعدات الإنسانية، عبر خطة وصفت بأنها "غير قابلة للتفاوض"، تقترح تنفيذها من خلال مراكز توزيع تخضع لسيطرة الاحتلال، وتؤمّنها شركات أمنية أميركية خاصة، في خطوة قالت عنها صحيفة واشنطن بوست إنها تُعد شرطاً إسرائيلياً لرفع الحصار جزئياً عن القطاع.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

