فلسطين أون لاين

بعد 100 يوم من حكم ترامب

مراوغة" و"دعم لا محدود".. فشل أميركي مجددًا بوقف حرب الإبادة على غزة

...
مراوغة" و"دعم لا محدود".. فشل أميركي مجددًا بوقف حرب الإبادة على غزة
رام الله - غزة/ محمد عيد

انقضت مائة يوم من حكم الساكن الجديد للبيت الأبيض دونالد ترامب، دون الوفاء بوعده الذي قطعه على نفسه قبيل فوزه بالانتخابات الأميركية، بوقف الحروب المقلقة في العالم وإحلال السلام، وأهمها: الحرب الإسرائيلية على غزة، والحرب الروسية – الأوكرانية.

وبدلا من ذلك كشف "ترامب" عن نواياه في تهجير أكثر من مليوني إنسان في غزة والاستثمار فيها عقاريا، وأوعز باعتقال وطرد الطلبة الجامعيين المناصرين للقضية الفلسطينية، وسمح لرئيس وزراء الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو بالانقلاب على وقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ مع قدومه للبيت الجديد مرة أخرى في ولايته الثانية.

وعلى الرغم من اندفاع ترامب نحو العديد من القضايا الداخلية والخارجية إلا أن مواقفه "تراوح مكانها" ولا سيما بعدما "أشعل" شرارة حرب اقتصادية في العالم، الأمر الذي عكسه أحدث استطلاعات الرأي الذي يشير إلى تراجع شعبيته وعجزه أمام جماعات الضغط الصهيونية.


جماعات الضغط

ويجزم المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة، أن الساكن الجديد للبيت الأبيض "غير واضح" و"غير صارم" في لجم الجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين في غزة.

وبتقديرات جعارة في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" فإن إدارة ترامب لا تمارس الضغط الكبير على حكومة الاحتلال ورئيس وزراءها المجرم نتنياهو الذي يواجه محاكمات داخلية بتهم الفساد.

وتساءل: "إذا كانت أميركا معنية بوقف الحرب على غزة.. لماذا تزود (إسرائيل) بالطائرات والسلاح طوال شهور حرب الإبادة؟.. لأن العلاقة فكرية أيديولوجية".

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فإن الولايات المتحدة وافقت على أكثر من 100 صفقة مبيعات سلاح لحكومة الاحتلال وسلمتها خلال العام الأخير من حكم الرئيس السابق جو بايدن.

وخلال الأيام الماضية للحاكم الجديد، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن بيع أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار لجيش الاحتلال متجاوزة بذلك عملية المراجعة في الكونغرس الأمريكي.

في المقابل، قارن المحلل السياسي هذه الفترة الحالية بفترة حكم الرئيس الأمريكي آنذاك دوايت أيزنهاور الذي ضغط على رئيس وزراء الاحتلال المجرم ديفيد بن غوريون من أجل الانسحاب من شبه جزيرة سيناء وغزة عام 1956م.

وقال: حاليا "ترامب" وسلفه "بايدن" ليسا كـ "أيزنهاور"، والجواب بنظره "لأنه لولا الدعم الأمريكي لانهارت (إسرائيل) اقتصاديا وعسكريا وسياسيا".

وتطرق إلى موقفان داخل الولايات المتحدة، الأول/ الجامعات الأميركية ضد (إسرائيل) وجرائمها في غزة، والثاني/ دور لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) التي تمارس دورها الكبير في صناديق الاقتراع الأميركية وترسم ملامح العلاقات بين "الساكن الجديد" وحكومة الاحتلال.

واستدل بالعولمة الأميركية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وصولا لاستخدام حق "نقض الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لصالح (إسرائيل)، وهنا تساءل: "إذا لم يكن هناك دعم أميركي عسكريا ودوليا لهذا الكيان.. فكيف سيكون حالها في الشرق الأوسط؟

وشدد على عدم وجود أي أثر سياسي أو اقتصادي أمريكي يمنع وقف حرب الإبادة على غزة، لكن (أيباك) هي التي تمارس ضغوطاتها داخل البيت الأبيض.

(أيباك) هي مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لـ(إسرائيل) لدى السلطتين التشريعية والتنفيذية للولايات المتحدة، وهي إحدى منظمات الضغط العديدة المؤيدة لهذا الكيان، وتقول إن لديها أكثر من 100.000 عضو و17 مكتبًا إقليميًا ومجموعة كبيرة من المانحين.

ودلل على ذلك بالأصوات اليهودية في صناديق الانتخابات الأمريكية بين ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس التي خسرت الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الجديد المدعوم من الأصوات والنقاط اليهودية.

ومقابل ذلك، أشاد بتعاظم دور المقاومة في غزة ولبنان اللتان أجبرتا جيش الاحتلال على الاندحار من لبنان عام 2000م وغزة 2005.
وأكد أن المعضلة الأساسية الكبيرة حاليا أمام (إسرائيل) هي: صمود المقاومة في غزة رغم مرور أزيد عن 470 يوما على "حرب الإبادة".
وخلص جعارة في حديثه: "إذا سقطت المقاومة.. لن نرفع رأسنا (الفلسطينيين) في غزة أو الضفة)، موصيا الفلسطينيين بالصبر والصمود لأنه سيكون هناك "نتائج استراتيجية" قادمة.

شريك أساسي

ومن ناحية أخرى، عدّ الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي الرئيس ترامب "شريكا أساسيا" كسابقه "بايدن" عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا في حرب الإبادة الجماعية ضد غزة.

وأشار الشرقاوي في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" إلى أن ترامب "أوهم" الناخبين العربي والمسلمين بوعد وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن الواقع مخالف تماما لدعايته الانتخابية.

ورأي أن ترامب "انصاع لخياله غير المتوازن" بمقترحات وأفكار اقتصادية استثمارية أطلقها لتحويل غزة "ريفيرا الشرق الأوسط" على أنقاض الدمار ودماء الأطفال والنساء والشيوخ.

ونوه إلى أن طول مدة هذه الحرب أوقع جيش الاحتلال في "بداية الغرق بوحل غزة" على غرار الحرب الأمريكية ضد فيتنام أو في أفغانستان.

وقال إن "حرب العصابات" التي تمارسها المقاومة في غزة صعبة جدا ضد قوات الجيش رغم اختلال ميزان القوى لصالح الأخير.
وأكد الشرقاوي أن الحرب الطويلة غير مناسبة لأي قوة لإحرار النصر على "قوات حرب العصابات". 

المصدر / فلسطين اون لاين