تسلمت حكومة الوفاق الوطني بكل سلاسة السلطة بشكل كامل على كافة معابر قطاع غزة، حركة حماس سحبت جميع موظفيها من المعابر بكامل ارادتها تنفيذا لوعدها بالذهاب الى ابعد حد من اجل اتمام المصالحة خدمة لشعبنا وحفاظا على مصالحه وخاصة في قطاع غزة المحاصر، وبذلك تكون حماس قدمت اكثر مما توقع الجميع واكثر مما طالبت به الجهات التي تدخلت من اجل انهاء الانقسام من فصائل وشخصيات مستقلة واطراف عربية وتستحق بذلك شكرا علنيا من كل الاطراف المعنية بتنفيذ المصالحة وانجاز الوحدة الوطنية.
ما يحدث في غزة الان جاء بناء على اتفاقات داخلية دافعها حماية مصالح شعبنا وقضيته، لم تكن نتيجة انتصار طرف على طرف مطلقا، ولا هي كانت نتيجة رضوخ حماس لضغوط معينة لأنها ما زالت تمتلك الكثير من الخيارات لتخفيف الضغط ورفع الحصار عن غزة، والمصالحة ليست خيارا لرفع الحصار بقدر ما هي حاجة وطنية ملحة لا بد من انجازها.
طالما ان المصالحة خيار توافقي والحكومة توافقية وعودة السلطة الى غزة تم بالتوافق فهذا يعني انه لا يوجد غالب ولا مغلوب، ويعني ايضا انه ليس لاحد يد عليا ولا فضل في الامر كله الا بقدر ما يقدمه لتسهيل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وهذا كله يتطلب استخدام لغة توافقية دون استعلاء، لا يوجد طرف شرعي واخر غير شرعي ، وسبق ان قلنا ان الشرعية الوحيدة التي تحكمنا حاليا هي شرعية التوافق، ومن كان يريد شرعية غيرها عليه ان يسارع الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني حتى يحظى بشرعية دستورية ويحظي بتمثيل حقيقي في الشارع الفلسطيني، والى ذلك الوقت لا بد من الالتزام بشرعية التوافق واحترام الاتفاقات التي وقعتها الاطراف الفلسطينية برعاية مصرية ومشاركة اطراف عربية اخرى مثل قطر.
في النهاية ادعو الى تجاهل كل صوت نشار يهدف الى تسميم اجواء المصالحة فأصحاب تلك الاصوات لا يمثلون سوى انفسهم ، ليس كل تصريح يؤخذ به وانما ما يصدر بشكل رسمي عن طرفي الاتفاق، والمصالحة وإن كانت تسير ببطء الا انها تسير بالاتجاه الصحيح، ولا ضير من التذكير بضرورة رفع العقوبات عن قطاع غزة لأنه لم يعد لها أي معنى.