عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ، إِلَّا عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ» البخاري(1881), صحيح مسلم (2943).
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ» صحيح البخاري ( 1879).
وقوله: " ترجف المدينة" أي يقع بها زلزلة لطيفة والمرجفون في المدينة هم الذين يخوضون في الفتن وغيرها. أي تضطرب. والرجفة حركة كالزلزلة. انظر: فتح الباري لابن حجر (1/ 121), وانظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 209).
هل رجف المدينة يدل على دخول رعب الدجال فيها؟
قال المهلب: فالجواب: إن رجفات المدينة ليست من رعبه ولا من خوفه، وإنما ترجف المدينة لمن يتشوف إلى الدجال من المنافقين فيخرجهم أهل المدينة كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنها تنفى خبثها) . والدليل على أن المؤمنين فيها لا يرعبون من الدجال؛ أنه يخرج إليه منهم رجل يناظره. شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 64)
فيخرجونهم من الْمَدِينَة بإخافتهم إيَّاهُم تَغْلِيظًا عَلَيْهِم وعَلى الدَّجَّال، فَيخرج المُنَافِقُونَ إِلَى الدَّجَّال فِرَارًا من أهل الْمَدِينَة. عمدة القاري شرح صحيح البخاري (10/ 243).
- وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا