فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بلا غاز ولا أخشاب..

تقرير بنار الملابس الممزَّقة والأثاث المدمِّر... يطهو الغزيون "أشباه طعام"

...
مجدي فتجي.jpg
غزة/ مريم الشوبكي:

منذ استئناف الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة، مطلع مارس/آذار، ومنع ادخال شاحنات المساعدات، والوقود، وغاز الطهي، بدأت معاناة الغزيين في العودة إلى طهي ما "يشبه الطعام" على الحطب، وأدى ذلك إلى زيادة الطلب على الخشب وارتفاع أسعاره في الأسواق.

منذ شهر اضطرت نداء أبو راس الطهو على النار بعد نفاد أنبوبة الغاز لديها، ومع طول المدة استخدمت كمية كبيرة من الأخشاب والتي تستنزف مالا كثيرا أضعاف ثمن غاز الطهي.

والأنكى أن الأهالي يعانون من المجاعة التي تجبرهم على الاعتماد على بعض البقوليات أو المعلبات الشحيحة أيضا.

تكلفة عالية

تقول نداء التي تقطن غرب غزة لصحيفة "فلسطين": "أحتاج على  الأقل إلى ثلاثة كيلو من الخشب يوميا بتكلفة أربعة دولارات تقريبا، أي ما يعادل نحو ١٠٠ دولار شهريا، بينما أعبىء ثمانية كيلوات من غاز الطهي بنحو ٢٠دولارا ويكفي حاجتي لمدة شهر".

وتتابع: "هذه المصاريف تفوق قدرتي المالية فزوجي لا يعمل بعد فقدانه عمله بسبب الحرب منذ عام ونصف، يضطر طفلي إلى جمع الكرتون الفارغ من الشوارع، وأكياس النايلون، لاستخدامه في إشعال النار".

وتردف: "إطارات أبواب البيت تلفت بسبب تعرضه للحرق بعد نزوحي منه، لذا يقوم زوجي بتكسيرها واستخدم خشبها في الطهي، مع بعض الكرتون والنايلون، فلا أستطيع شراء الحطب يوميا".

أثاث لطهي

كلما انطفأت نار الموقد، تضرب سجود جعرور على طقم الكنب لديها بالشاكوش لتكسير بعض من خشبه، لايقاد النار من جديد لتنهي طبختها.

تقول سجود من حي التفاح شرق غزة: " نزحت من بيتي خمسة عشر شهرا، وبعد عودتي من الجنوب تفاجئت بأن جدران شقتي في الطابق الخامس مدمرة بفعل القذائف، وأثاث البيت مدمر، لذا قمت بتكسيره واستخدامه لإشعال النار والطهي عليه".

وتتابع :"الاثاث الذي كلف مئات الدولارات اليوم أصبح وقودا لنار الطهي، والأثاث أصبح من الترف والرفاهيات التي ليس لها قيمة في هذه الحرب، والاحتلال دمر كل شىء يمكن أن يعيننا على هذه الحياة".

ويعاني الأهالي في قطاع غزة من نقص الأخشاب بسبب إغلاق المعابر، وزيادة الطلب عليها في ظل انعدام الوقود، وتدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، و يستخدمونها في الطهي، والخبز، وتسخين المياه للاستحمام.

ملابس ممزقة

أما آية بلبل بعد إغلاق المخابز منذ أسبوع، لجأت إلى خبز الصاج في البيت بديلا عن الخبز، حيث تضطر يوميا إلى خبزه فوق سطح بيتها لإطعام عائلتها، المكونة من والديها وأخوتها الأربعة النازحين لديها بعد تدمير بيتهم في حي الشجاعية شرق غزة.

تقول آية لصحيفة "فلسطين": " قبل رمضان بأسبوع نفدت أنبوبة الغاز لدي، وأطهو على النار منذ ذلك اليوم، ولا أستخدم الحطب فقط بل كل شىء يقع بين يدي أستخدمه في إشعال النار، الكرتون، النايلون، زجاجات الزيت الفارغة، حتى الملابس البالية أيضا أشعل بها النار".

تضع يدها داخل كيس دقيق فارغ، وتخرج بعضا من قصاصات الملابس الممزقة بفعل الشظايا التي اخترقت بيتها وأتت على خزانة ملابسها، وملابس أطفالها، وترميها داخل الموقد لتزيد من اشتعال النار، و ينضج الصاج بسرعة.

رغم أنها تعي تماما أن إشعال البلاستيك، والمواد الأخرى له مخاطر جمة على الجهاز التنفسي، سيما أنها تعاني من حساسية في الصدر، ومشاكل في الجيوب الأنفية، ولكن لا مفر أمامها، والاحتلال يمنع ادخال غاز طهي أكثر أمنا على صحتها.

وتشير آية إلى أن غاز الطهي كان حلما صعب المنال في شمال غزة حيث صمدت ورفضت النزوح على مدار خمسة عشر شهرا، حيث واصل الاحتلال منع إدخاله حتى دخول الهدنة حيز التنفيذ في يناير هذا العام، واستطاعت الاستفادة منه لمدة شهر، ثم عادت إلى الطبخ على النار مجددا بعد إغلاقه المعابر وخرقه اتفاق وقف إطلاق النار.

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ18 من آذار/مارس الماضي عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير.

المصدر / فلسطين أون لاين