يعيش رياضيون في قطاع غزة أوضاعًا مأساوية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي والحرب الشرسة التي تشنها (إسرائيل) منذ نحو عام ونصف العام، دون أن تحظى معاناتهم باهتمام المؤسسات الدولية المعنية بالرياضة.
يعيش العديد من الرياضيين في خيام بعد أن دمرت طائرات إسرائيلية منازلهم، بينما لجأ آخرون إلى بيوت أقاربهم أو أصدقائهم كنازحين. ولم تحمِ المشاركات الدولية تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اللاعبين الفلسطينيين من القصف الإسرائيلي، ولم تُعفهم من مسؤوليات الحياة اليومية التي تحرمهم من ممارسة رياضاتهم.
من لاعب محترف إلى نازح في خيمة
اللاعب الدولي السابق حسام وادي، الذي لعب لعدة أندية في دوري المحترفين بالضفة الغربية وارتدى شارة قيادة المنتخب الوطني، يعيش الآن في خيمة بجانب منزله المدمر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وادي، الذي سجل أول هدف للمنتخب الفلسطيني على أرض فلسطين في تصفيات كأس العالم، قال لصحيفة "فلسطين": "أقضي يومي في البحث عن حطب ومياه واحتياجات أساسية أخرى. من المفترض أن تهتم الجهات الدولية بحمايتنا أو على الأقل تواصل معنا".
وأضاف: "أحلم بإنهاء الحرب وإعادة بناء منزلي والعيش بكرامة".
حكم دولي يستبعد من قائمة النخبة
الحكم الدولي محمد أبو شهلا، الذي كان يعد نفسه للمشاركات الدولية، يعيش الآن في خيمة بمدينة رفح بعد تدمير منزله. وقال أبو شهلا لـ"فلسطين": "تلقيت رسالة بريد إلكتروني تفيد باستبعادي من قائمة حكام النخبة في آسيا بسبب عدم الالتزام، دون مراعاة للوضع الذي نعيشه".
وأضاف: "لم يتواصل معي أحد سوى رسالة تعزية من سكرتير الاتحاد الآسيوي. رفضت عرضًا للخروج من غزة في بداية الحرب لأنني أردت البقاء مع عائلتي".
لاعب سابق يفقد ذكرياته تحت الركام
نادر النمس، لاعب منتخب فلسطين السابق، يعيش هو الآخر نازحًا في مدينة خانيونس. وقال النمس: "كنت أتوقع تضامنًا أكبر من زملائي العرب والاتحاد الدولي لكرة القدم. الجميع هنا يعيش حياة استثنائية بسبب الحرب".
وأضاف بحسرة: "فقدت ميدالياتي وذكرياتي، بما في ذلك الميدالية البرونزية التي حصلت عليها مع المنتخب عام 1999، تحت أنقاض منزلي".
يواجه الرياضيون في غزة تحديات كبيرة في ظل استمرار الحرب، ويدعون المؤسسات الدولية إلى التدخل لحمايتهم ودعمهم. وقال وادي: "نحن نحتاج إلى دعم حقيقي، وليس مجرد كلمات تعاطف".
في الوقت الذي يستمر فيه القتال، يبقى مستقبل الرياضيين في غزة غامضًا، بينما تتجاهل المؤسسات الدولية معاناتهم.