فلسطين أون لاين

اللجنة الشعبيَّة لـ "فلسطين": رهان الاحتلال على تهجيرنا من المخيمات سيبوء بالفشل

اللجنة الشعبيَّة لـ "فلسطين": رهان الاحتلال على تهجيرنا من المخيمات سيبوء بالفشل
اللجنة الشعبيَّة لـ "فلسطين": رهان الاحتلال على تهجيرنا من المخيمات سيبوء بالفشل
فلسطين أون لاين

سلب الاحتلال حياتنا، وسلب بيوتنا، وسلب ذكرياتنا، بعدما أحكم جيش الاحتلال سيطرته على مخيمي طولكرم ونور شمس، بهذه الكلمات لخص رامي عليان المشهد في المخيمين.

يقول عليان، وهو أمين سر اللجنة الشعبية لشؤون اللاجئين في نور شمس، إن قوات الاحتلال توسع نطاق عملياتها العسكرية، متمددة إلى مناطق في أطراف مخيمي نور شمس وطولكرم، وتواصل عملية تدمير ممنهجة للأول منذ 37 يومًا، وللثاني منذ 50 يومًا.

ويتعرض المخيمان في شرقي طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة لاجتياح في إطار "حرب المخيمات" التي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها انطلاقًا من مخيم جنين في العشرين من يناير الماضي.

توقع عليان كما آلاف العائلات في المخيمين أن لا يطول إخلاء منازلهم بضع أيام، فإذا بالنزوح يطول ويشتد قسوة على عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والجرحى، ويتعمق مكانًا بتدمير مئات المنازل والبنية التحتية.

ويشير إلى طلب قوات الاحتلال من الأهالي إخلاء منازلهم بضع أيام على أن يعودوا إليها، لكنهم كدأبهم يمارسون أبشع عمليات التدمير والقتل والتنكيل بحق السكان في محاولة لدفعهم لمغادرة المخيمات، بعد أن نهشتها أسنان الجرافات وأتت عليها نيران جنود الاحتلال.

ويقول عليان لصحيفة "فلسطين": "الواضح من سياسات الاحتلال في مخيمات شمال الضفة الغربية هو خلق بيئة طاردة للسكان، لدفعهم للهجرة تدريجيًا." وفق قوله، فإنها تبدأ بمغادرة طولكرم إلى محافظات أخرى، وتحديدًا إلى رام الله، وبعد ذلك الهجرة نهائيًا من الضفة الغربية.

ويشير إلى ممارسات الاحتلال التنكيلية بحق السكان غير النازحين في مناطق بمخيمي نور شمس وطولكرم، إذ يعمد جنود الاحتلال يوميًا وفي موعد الإفطار إلى اقتحام منازل في حارتي أبو الفول وقاقون ومنطقة المهجر الواقعة شمال نور شمس، التي لم يطلبوا إخلاءها، ويعيثون فيها فسادًا وينكلون بالسكان.

وبحسب عليان، فقد أخطرت قوات الاحتلال، السبت الفائت، عددًا من العائلات بإخلاء منازلها في منطقة ذنابة شرق طولكرم، كما أجبرت سكان حارة المطار غرب المدينة على إخلاء منازلهم، وأرغمت كذلك سكان حارة المربعة على إخلاء بيوتهم، وعاثت فيها فسادًا قبل أن تحول بعضها إلى ثكنات عسكرية.

ويستبعد الناشط السياسي انتهاء الاحتلال من عدوانه قريبًا، مستدلًا بذلك على مواصلة تعزيز قواته على الأرض، وإقامة المزيد من الثكنات العسكرية في المخيمين، لإحكام السيطرة على مفاصل المنطقتين لمنع السكان من العودة إلى منازلهم في المخيمين.

وتجاوزت أعداد النازحين 24 ألفًا، فيما تتواصل حتى اليوم عمليات إخلاء مئات المنازل. وأسفر العدوان على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنًا، وأصيب واعتقل العشرات من الأهالي.

ووفق عليان، فإن النازحين يتلقون المساعدات الإغاثية من مؤسسات متعددة في محافظة طولكرم، لكنهم لا يتلقون مساعدات مالية تعينهم على تلبية بعض الاحتياجات المهمة.

وتعرض المخيمان لعشرات الاجتياحات منذ السابع من أكتوبر 2023. وبحسب فيصل سلامة، رئيس لجنة شؤون اللاجئين في مخيم طولكرم، تعرض المخيم لـ61 اجتياحًا، ونور شمس لعدد مشابه من عمليات التوغل الإسرائيلية.

ويقول سلامة لـ"فلسطين": "الاجتياح الحالي هو الأطول والأقسى على السكان، الذين أجبروا على النزوح إلى مراكز لا توفر لهم كل مستلزماتهم الحياتية من الغذاء والماء والدواء."

ويؤكد رئيس اللجان الشعبية في مخيم طولكرم، أن حملة الاحتلال تسعى لتفريغ المخيمات من اللاجئين عبر سياسات القتل والتدمير لخلق بيئة طاردة، تدفع الفلسطيني للتفكير في بديل عن المخيم.

ويشير سلامة إلى اختلاق الاحتلال الذرائع لاجتياح المخيمات لتدميرها جغرافيًا وديموغرافيًا، في محاولة لتنفيذ مخططاته لتهجير الفلسطينيين. لكنه يجزم أن مسعى الاحتلال سيفشل أمام ثبات الفلسطيني وصموده على أرضه.

 

 

اخبار ذات صلة