استأنف مستشفى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة تقديم خدماته الطبية للمرضى والجرحى، متجاوزًا الدمار الذي لحق بمرافقه وتجهيزاته جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
وقال فهد السليطي، مدير عام صندوق قطر للتنمية، في بيان أمس: "رغم التحديات الكبيرة، تمكّن المستشفى من استئناف عملياته بفضل الجهود الحثيثة، مما يشكل خطوة بالغة الأهمية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي غزة."
وأضاف السليطي: "يظل المستشفى بارقة أمل في ظل التدهور الحاد الذي يعاني منه القطاع الصحي في غزة، ويعكس استمرار عمله التزام دولة قطر الراسخ بدعم الأشقاء الفلسطينيين وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم."
من جانبه، قال الدكتور خالد عبد الهادي، العضو المنتدب ونائب رئيس مجلس إدارة المستشفى: "قررنا البدء بتقديم الخدمات فور وقف إطلاق النار، رغم تضرر 70% من القدرة التشغيلية للمستشفى وخسائر تقدر بـ4.5 مليون دولار."
وأكد عبد الهادي أن دولة قطر، أميرًا وحكومةً وشعبًا، ستواصل دعمها للأشقاء في فلسطين لمساعدتهم على تخطي الأوضاع الراهنة والتخفيف من معاناتهم.
وتتألف خطة الاستجابة الاستراتيجية للمستشفى من ثلاث مراحل تهدف إلى ضمان وصول الخدمات إلى المحتاجين:
المرحلة الأولى: تشمل إزالة الركام وتهيئة مقر المستشفى، وأخذ قياسات الأطراف الصناعية وتصنيعها باستخدام المواد المتوفرة في المخازن. يُقدّر عدد حالات البتر الجديدة بحوالي 4500 حالة، إضافة إلى 2000 حالة بتر قديمة تحتاج إلى صيانة. كما سيتم تشغيل خدمات السمعيات للأطفال الذين خضعوا لزراعة القوقعة.
المرحلة الثانية: خلال أسبوعين، سيتم تشغيل العيادات الخارجية التي تقدم خدمات تأهيلية تشمل السكتة الدماغية، إصابات الدماغ والحبل الشوكي، بتر الأطراف، تأهيل الأطفال، وأمراض العظام والعضلات. يُقدّر عدد المصابين الذين يحتاجون إلى تأهيل بنحو 24 ألف حالة.
المرحلة الثالثة: سيتم استئناف خدمات المبيت لتأهيل المرضى بعد الإصابات المختلفة.
من جهته، أشار أحمد نعيم، المدير العام للمستشفى، إلى أن جهود إعادة تأهيل المقر تمت بالحد الأدنى من الإمكانيات المتاحة، ودعا المؤسسات الدولية والمحلية إلى التعاون لتوفير المعدات الطبية اللازمة لتشغيل المستشفى بكامل طاقته.
وقال نعيم: "نسعى جاهدين من خلال التنسيق مع الشركاء الدوليين إلى إدخال المعدات الطبية الطارئة والأجهزة اللازمة لتقديم الخدمات وفق أعلى معايير الجودة."
يذكر أن المستشفى، الذي افتتح في أبريل 2019، قدم خدماته لأكثر من 40 ألف مريض وذوي إعاقات قبل العدوان الأخير. ويُعد من أكبر المراكز التأهيلية في غزة، حيث يقدم خدمات مجانية في مجالات الأطراف الصناعية، السمع والتوازن، والتأهيل الطبي.