قائمة الموقع

غزَّة تواجه كارثةً بيئيَّةً وصحِّيَّةً بسبب الحصار الإسرائيليِّ وتدمير البنية التَّحتيَّة

2025-03-11T19:28:00+02:00
مياه-الصرف-الصحي-780x470.jpg
فلسطين أون لاين

يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية وصحية متفاقمة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية، خاصة في قطاعي المياه والصرف الصحي وجمع النفايات، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة وانتشار الأمراض، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا.

ولليوم العاشر على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية بمختلف أنواعها، بما في ذلك الوقود اللازم لاستمرار عمل آبار المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي.

وحذر مدير دائرة المياه والصرف الصحي في بلدية غزة، المهندس ماهر سالم، من أن منع الاحتلال إدخال الوقود أدى إلى تراجع إمدادات المياه التي تصل إلى المواطنين في مدينة غزة إلى مستويات كارثية.

وقال سالم لصحيفة فلسطين: "إن ما يحصل عليه المواطن اليوم من المياه لا يتجاوز 10 لترات فقط يوميًا للفرد، أي ما يعادل 10% من المعدل الطبيعي"، مشددًا على أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انخفاض أكبر في كميات المياه المتوفرة، مما يهدد حياة أكثر من مليوني نسمة.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال دمرت 47 بئر مياه بشكل كلي، و17 بئرًا جزئيًا، مما تسبب في نقص حاد في مصادر المياه، وزاد من صعوبة توفير الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للسكان.

ولم يتوقف الضرر عند المياه، بل امتد إلى قطاع الصرف الصحي، حيث أكد سالم أن عدم إدخال الوقود سينعكس على تشغيل آليات البلدية الخاصة بتسيير شبكات الصرف الصحي.

وأشار إلى أن البنية التحتية للصرف الصحي تعرضت لدمار واسع النطاق خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث دمرت قوات الاحتلال 8 مضخات للصرف الصحي، منها 3 بالكامل و5 بشكل جزئي.

وذكر أن البلدية اضطرت، تفاديًا لفيضان مياه الصرف الصحي في الشوارع والأحياء السكنية، إلى تحويل المياه العادمة غير المعالجة إلى برك تجميع مياه الأمطار، التي أصبحت ممتلئة بالكامل.

وأضاف: "في بركة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، هناك أكثر من نصف مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي، وفي حوض 7B يوجد 100 ألف متر مكعب، ما يهدد بتلوث الخزان الجوفي، إلى جانب انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، مما يزيد من مخاطر تفشي الأمراض والأوبئة".

وخلال حرب الإبادة، دمر جيش الاحتلال نحو 655 ألف متر من شبكات الصرف الصحي في قطاع غزة، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي.

ووفقًا لذات المصدر، فإن جيش الاحتلال دمر حوالي 88% من البنى التحتية في القطاع، بما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية.

وحول أزمة النفايات المتفاقمة، حذر سالم من توقف عملية جمع النفايات بسبب عدم توفر الوقود، مما يهدد بانتشار الأمراض، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وأشار إلى أن الاحتلال يواصل منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023 منع نقل النفايات إلى المكب الرئيسي في جحر الديك، مما تسبب في تراكم أكثر من 190 ألف متر مكعب من النفايات في شوارع وأحياء غزة.

وأضاف: "شوارع غزة أصبحت مملوءة بالنفايات، التي باتت بؤرة لتكاثر الحشرات والبعوض والقوارض، مما يهدد حياة المواطنين ويؤدي إلى انتشار الأمراض، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث ليلًا ونهارًا".

ووصف المسؤول في بلدية غزة الوضع في المدينة بأنه "كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة"، داعيًا إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي فوري وعاجل لإنقاذ السكان من هذه الكارثة.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة إدخال الوقود والمعدات التشغيلية اللازمة لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي، وتوفير إطارات وبطاريات وآليات تشغيلية لضمان استمرار الخدمات الحيوية، وإدخال ألواح طاقة شمسية لتعويض العجز في الكهرباء.

واختتم سالم حديثه قائلاً: "نحن بحاجة إلى تدخل عربي وإسلامي ودولي عاجل لإنقاذ غزة من هذه الكارثة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. الوضع البيئي والصحي يهدد ليس فقط سكان القطاع، بل قد يمتد تأثيره إلى المناطق المجاورة".

 

 

اخبار ذات صلة