في ظل استمرار إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعابر وتوقف توريد السلع والمساعدات الإنسانية، يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية واقتصادية خانقة، حيث يواجه المواطنون شحًا حادًا في المواد الأساسية وارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، خاصة في شهر رمضان.
وأفاد المواطن قصي أبو هويشل لصحيفة "فلسطين" بأن أسعار السلع الأساسية مثل السكر والبيض والزيوت شهدت زيادات كبيرة.
وبيّن أن ندرة الكميات المدخلة من البضائع تترافق مع محدودية السيولة النقدية لدى المواطنين، مما يحدّ من قدرتهم على شراء مستلزماتهم، خاصة في هذا الشهر الفضيل.
من جانبه، أوضح المواطن نمر العداسي أن سعر كيلو غاز الطهي في السوق المحلي قفز من 30 شيكلًا إلى 100 شيكل، بينما يتم توزيع أسطوانة الغاز عبر وزارة الاقتصاد بسعر 55 شيكلًا لوزن 8 كيلوغرامات.
أما السيدة أم نضال الأسي، فقد نوهت إلى أن أسعار الدقيق والخضروات واللحوم شهدت ارتفاعات قياسية، مما أدى إلى تفاقم الأعباء الاقتصادية على الأسر، في ظل شح المواد وارتفاع معدلات التضخم.
وأكدت لصحيفة "فلسطين" أن هذا الوضع يُشكل ضغطًا كبيرًا على القوة الشرائية للمواطنين، خاصة مع التزامات الأسر بإقامة ولائم رمضانية لأبنائها وأقاربها.
من جهته، حذر التاجر محمد اللولو من أن مخزون التجار في قطاع غزة يوشك على النفاد، في ظل تزايد الإقبال على شراء السلع الأساسية خلال شهر رمضان.
وأوضح أن الأسواق كانت تعاني من شحٍ في مختلف أصناف البضائع قبل إبرام التهدئة، مشيرًا إلى أن سكان القطاع يعيشون حالة من القلق والتوجس بشأن المستقبل الغامض.
بدوره، حذر الخبير الاقتصادي محمد سكيك من أن تصاعد المخاوف لدى المواطنين من نقص السلع وارتفاع أسعارها يؤدي إلى زيادة القلق والتهافت على الشراء والتخزين، وهو ما شاهدته الأسواق في الأشهر الماضية، حيث تسبب في اضطرابات كبيرة في حركة العرض والطلب.
وأوضح سكيك أن الأسر تدرك أهمية تأمين احتياجاتها، لكن الإفراط في التخزين غير المبرر يسهم في خلق أزمات اقتصادية تؤثر سلبًا على الجميع.
وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية تخفف جزئيًا من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها الأسر، لكنها لا تعالج بشكل كامل التداعيات الصعبة الناجمة عن تراجع النشاط الاقتصادي وتمزق البنية التحتية بفعل الأزمات المتكررة.
ودعا سكيك إلى ضرورة تبني سياسات اقتصادية أكثر استدامة، والتعامل بحكمة مع عمليات الشراء، لضمان توزيع عادل للموارد ومنع تفاقم الأزمات التموينية في الأسواق.
من جانبها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، خاصة مع استمرار إغلاق المعابر وتقييد حركة البضائع.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتوفير المساعدات الإنسانية وتخفيف المعاناة عن المواطنين.
وأشارت الأونروا إلى أن أكثر من 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وأن استمرار الأزمة الحالية يُهدد بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ على الإطلاق.