كشفت تقارير ملامح خطة تعمل عليها القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة دون إجبار الفلسطينيين على الخروج من أراضيهم، وذلك ردًا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخلاء سكان القطاع والسيطرة عليه.
وأوضحت صحيفة الأهرام المصرية، أن الاقتراح يدعو إلى إنشاء "مناطق آمنة" داخل غزة حيث يمكن للفلسطينيين العيش في البداية بينما تقوم شركات البناء المصرية والدولية بإزالة وإعادة تأهيل البنية التحتية للقطاع.
وذكرت صحيفة الأهرام أن الاقتراح يهدف إلى "دحض منطق الرئيس الأميركي ترامب" ومواجهة "أي رؤى أو خطط أخرى تهدف إلى تغيير البنية الجغرافية والديمغرافية لقطاع غزة".
وقال المسؤولون المصريون، إن خطة مصر تدعو إلى عملية إعادة إعمار من 3 مراحل تستغرق ما يصل إلى 5 سنوات دون تهجير الفلسطينيين من غزة.
وتحدد الخطة 3 "مناطق آمنة" داخل غزة لإعادة توطين الفلسطينيين خلال "فترة التعافي المبكر" الأولية التي تستمر 6 أشهر، وسيتم تجهيز المناطق بمنازل وملاجئ متنقلة، مع تدفق المساعدات الإنسانية.
وأشارت التقارير إلى مشاركة أكثر من 20 شركة مصرية ودولية في إزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية الأساسية للقطاع. وقال المسؤولون إن إعادة الإعمار من شأنها أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف لسكان غزة.
وناقش المسؤولون المصريون الخطة مع دبلوماسيين أوروبيين وكذلك مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وفقا لمسؤولين مصريين ودبلوماسيين عرب وغربيين.
وقال أحد المسؤولين المصريين ودبلوماسي عربي لوكالة "أسوشيتدبرس"، إنهم يناقشون أيضا سبل تمويل إعادة الإعمار، بما في ذلك مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.
في المقابل، اقترح ترامب فرض السيطرة الأمريكية على غزة، مع نقل سكانه إلى دول مجاورة كخيار وحيد لإعادة بنائه، وهي تصريحات واجهها تنديد عربي ودولي واسع.
وأجرى وزير الخارجية المصري مشاورات مع دول عربية، بينها الأردن والسعودية والإمارات، في سبيل توحيد المواقف الرافضة لأي تهجير قسري للفلسطينيين.
وتؤكد هذه الدول دعمها لخيار "حل الدولتين"، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وترى في المقترح الأمريكي خطرا يهدد استقرار المنطقة ومستقبل أي تسوية سياسية.