فلسطين أون لاين

تقرير أصحاب المنازل المهدَّمة في البرد.. الاحتلال يواصل تعطيل الإغاثة ويفاقم الأزمة الإنسانيَّة

...
photo_2025-02-13_16-48-22.jpg
خانيونس/ محمد سليمان:

في مخيم خانيونس غرب المدينة، تجلس أم شادي حسان (55 عامًا)، على أنقاض منزلها المدمر، تنتظر بعينين مثقلتين بالحزن، البيت المتنقل "الكرفان" للعيش فيه بشكل مؤقت على مساحة صغيرة نظفتها من الركام.

منذ اليوم الأول لدخول وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ يوم 19 يناير الماضي، استبشرت حسان خيراً بأنها ستحصل على مكان لائق للعيش فيها مع عائلتها، بعد قصف جيش الاحتلال منزلها في مارس 2024.

وبعد مرور أكثر من 25 يومًا على وقف العدوان، لم تقدم أي مؤسسة دولية إغاثية لعائلة حسان أي خيمة أو شيء من الاحتياجات الأساسية لها بعد تدمير الاحتلال منزلها بشكل كامل، وحرق الأثاث والملابس، والأغطية والفراش، وأواني الطبخ بداخله.

photo_2025-02-13_16-48-22 (2).jpg
 

عائلة حسان تعد واحدة من مئات الآلاف العائلات الذين ينتظرون إيفاء دولة الاحتلال بالتزاماتها وفقاً لاتفاق وقف العدوان، والسماح بإدخال الخيام والكرفانات، وهي أبسط أشكال الإيواء المؤقت.

تعيش أم شادي الآن مع أبنائها وأحفادها الآن داخل غرفة في منزل أحد الأقارب شبه المدمر أيضا، إلى حين استلامها بيت متنقل أو خيمة للإيواء.

تقول حسان لصحيفة "فلسطين": " نحن 8 أفراد نعيش في غرفة داخل منزل صغير بالكاد يسع لأصحابه، بعد تدمير الاحتلال لمنزلنا بشكل كامل، وعدم حصولنا على أي شيء من المؤسسات الدولية".

توضح حسان، أنها استلمت فقط منذ دخول وقف العدوان حيز التنفيذ شادرا واحدا من قبل نقطة توزيع تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ولم تحصل على شيء آخر.

photo_2025-02-13_16-48-23.jpg
 

وتبين أن كل محاولاتها مع زوجها الحصول على خيمة من منظمات الإغاثة الدولية باءت بالفشل، والسبب عدم سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي بادخال الخيام والكرفانات ومتطلبات الإيواء.

وفي منطقة "بلوك جي" داخل مخيم خان يونس أيضا، يعاني محمد أبو مصطفى وعائلته من نفس ما تعانيه عائلة حسان، حيث دمر جيش الاحتلال منزله بشكل كامل، ولجأ إلى إحدى المدارس التابعة لوكالة "أونروا" للعيش فيها.

يقول أبو مصطفى في حديثه لصحيفة "فلسطين": "الظروف في المدارس لا تصلح للحياة الكريمة، خاصة لأطفالي، وكنت أمل أن استلم خلال الأيام الماضية بيت متنقل كرفان به حمام أو خيمة من أجل العيش فوق ركام منزلي المدمر".

ويضيف أبو مصطفى: "الخيمة لم استلمها حتى الآن بعد مرور أكثر من 20 يومًا على وقف العدوان، وهي ليست حلًا، لكنها على الأقل ستوفر لنا بعض الخصوصية والراحة عن العيش في المدرسة المكتظة بالنازحين من كل مكان من قطاع غزة، حتى نجد بديلًا مناسبًا".

وبنبرة غضب، يقول أبو مصطفى: "أنا ضد استمرار الهدنة (اتفاق وقف العدوان) على هذا الحال، الذي سنبقى فيه نازحين في المدارس، ولا يسمح الاحتلال بإدخال ما يريده قطاع غزة، ويتلكأ في الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع المقاومة".

ويتفق أبو مصطفى مع القرار الذي اتخذته كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، حول تأجيل أسرى الاحتلال من أصحاب الدفعة السادسة بسبب عدم التزام الاحتلال والخروقات المستمرة.

وفوق أنقاض منزله في خان يونس، جمع إياد بربخ شادر ونايلون كان قد استلمه خلال فترة نزوحه في منطقة المواصي، وقام ببناء خيمة مهترئة عند منزله.

الخيمة التي بناها بربخ تدخل لها الأمطار والبرد، ولا تحمي أطفاله منها، ولكنه كان مضطرًا لذلك لعدم وصول أي خيمة أو بيت متنقل له بعد دخول وقف العدوان حيز التنفيذ.

يقول بربخ لصحيفة "فلسطين": "هنا أعيش، وهذا حالنا، ولو أريد الانتظار لحين وصول الإغاثة من الوكالة أو من المؤسسات الدولية الأخرى راح أموت من البرد أنا وزوجتي وأولادي".

ويطالب بربخ بضرورة إلزام الاحتلال من أجل إدخال متطلبات الإيواء لأصحاب البيوت المهدمة، خاصة في ظل البرود وهطول الأمطار.

تهرب الاحتلال

المكتب الإعلامي الحكومي، أكد أنه رغم مرور 20 يومًا على دخول اتفاق وقف العدوان حيز التنفيذ، لا تزال الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة تتدهور بشكل خطير، في ظل استمرار الاحتلال في بالمماطلة والتلكؤ في تنفيذ البروتوكول الإنساني من الاتفاق، رغم وضوح بنوده وتحديد الاحتياجات والأولويات المطلوبة والنص بشكل واضح على مواقيت محددة.

وأوضح المكتب أن الاحتلال لا يلتزم بالاتفاق وخصوصا في شقه الإنساني رغم أنه يمثل الحد الأدنى من مقومات الاغاثة والإيواء المطلوبة بشكل عاجل، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بعد حرب الإبادة والتطهير العرقي التي عاشوها خلال ١٦ شهرا، عبر إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بينها 50 شاحنة وقود، إلى جانب البدء في ادخال مستلزمات الايواء من خلال توفير 60 ألف وحدة متنقلة وإدخال 200 ألف خيمة لإيواء النازحين، والمولدات الكهربائية وقطع غيارها وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وبدء إدخال مواد إعادة إعمار القطاع، وإدخال معدات إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل المرافق الصحية والمخابز والبنية التحتية، بالإضافة إلى تسهيل حركة المرضى والجرحى والحالات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي.

وبين أن الاحتلال لا يترك فرصة للتنصل من التزاماته بتنفيذ الاتفاق بشكل عام والشق الإنساني منه بشكل خاص، ويمكن توثيق ذلك في النقاط التالية، حيث حجم المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة لا يزال بعيدًا عن الحد الأدنى المطلوب، حيث لم يتجاوز عدد الشاحنات 8,500 شاحنة دخلت القطاع منذ بدء تنفيذ الاتفاق، من أصل ١٢ الف شاحنة يفترض دخولها شمال غزة ٢٩١٦ شاحنة بدلا من ٦٠٠٠.

⁠وعلى صعيد المأوى، أوضح أن الحاجة الفعلية تصل إلى ٢٠٠ ألف خيمة و٦٠ الف بيت متنقل، إلا أن ما تم إدخاله لم يتجاوز ١٠٪؜، من الخيام ولم يدخل أي بيت متنقل، ما يعني أن مئات الآلاف من المواطنين يواجهون فصل الشتاء القاسي دون مأوى مناسب.