فلسطين أون لاين

حماس: بدء محادثات المرحلة الثَّانية من اتِّفاق وقف إطلاق النَّار في غزَّة.. وهذه تفاصيلها

...
حماس: بدء محادثات المرحلة الثَّانية من اتِّفاق وقف إطلاق النَّار في غزَّة
غزة/ فلسطين أون لاين

أعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد اللطيف القانوع، اليوم الثلاثاء، بدء محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

قال القانوع، في تصريحاتٍ صحافيَّة، إن "اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، ونحن معنيون ومهتمون في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار لشعبنا في قطاع غزة".

وأضاف: "الاحتلال يعطل البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار ويراوغ ويماطل في تنفيذه".

وتابع: "الإيواء والإغاثة لشعبنا قضية إنسانية ملحة لا تحتمل المراوغة والمماطلة من الاحتلال".

وأوضح القانوع أن "إعادة بناء المستشفيات وإصلاح الطرق وآبار المياه تعيد الحياة في غزة بعد الدمار الهائل فيها".

وفي السياياق، قال أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، إنّ الوسطاء بدأوا التواصل للتفاوض من أجل ترتيب المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وأكدوا التزامهم بذلك، بما فيهم الولايات المتحدة.

وأكدّ حمدان، في لقاء سياسي نظمه مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة، مساء أمس الاثنين، أنّ حركته تراقب تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال، مضيفًا: "نسجل تلكؤ العدو وإشكالات أخرى يحاول اختلاقها".

وأوضح حمدان أنه تم التحدث بوضوح مع الوسطاء حول هذا التلكؤ، مشيرًا إلى وجود لجنة لدى الحركة تتابع ما يدخل إلى غزة من مساعدات إغاثية، كمًا ونوعًا، ومدى انسجام ذلك مع الاتفاق الموقّع عليه.

وبيّن، أن حركته أبلغت الوسطاء بأن استمرار الاحتلال في تلكّئه سيدفعها لاتخاذ بعض الإجراءات التي ستجبره على الالتزام.
وأضاف: "أبلغنا الوسطاء ببعض الإجراءات التي ستتضح غدًا، والتي ستكشف عمّا إذا كان العدو يلتزم بنقل المعلومات الصحيحة أم يماطل، وما إذا كان الأمر يستوجب خطوة من جانب المقاومة".

تفاصيل المرحلة الثانية

وفي سياق متصل، أوضح حمدان أن مفاوضات المرحلة الثانية تتضمن تفاصيل كثيرة، من بينها إعادة الإعمار، والإعلان الدائم عن وقف إطلاق النار، وترتيبات تبادل الأسرى، مضيفًا: "قد تستغرق هذه المفاوضات بعض الوقت، لكننا حريصون على أن يأخذ شعبنا فرصته في الإعمار والاستقرار".

وأكدّ، أن ملف الأسرى يشمل جميع التصنيفات، مثل: أصحاب الأحكام المؤبدة، والمعتقلين بعد السابع من أكتوبر، وأسرى حزب الله، مشيرًا إلى أن جميع هذه الملفات ستكون على طاولة التفاوض.

كما كشف أن هناك جهودًا تُبذل مع دول لاستضافة الأسرى المبعدين الموجودين في مصر، وأن هذا الملف في طريقه للحل.

أما بشأن معبر رفح، فأوضح أن الاتفاق يقضي بأن يعمل وفق ترتيبات اتفاق 2005، وأن الحالات الإنسانية هي التي سُمح لها بالخروج في المرحلة الأولى، فيما سيتم متابعة عودة العالقين وفتح المعبر للحالات الأخرى في المرحلة الثانية.

ونفى المزاعم التي تتحدث عن توقيع المصابين على تعهدات بعدم عودتهم إلى القطاع مجددًا، مؤكدًا أن الاتفاق واضح، ولا يوجد فيه أي شيء سري أو ملاحق خفية كما هو الحال في اتفاقات أخرى.

لا خوف على قيادة القسام

وشددّ حمدان على أن الموقع القيادي للقسام لم يتضرر، قائلًا: "لا خوف على قيادة القسام، فكل الشهداء الذين ارتقوا في قيادة الكتائب تم ملء الشواغر فورًا".

وأضاف: "لا قلق على بنية القسام، فقد ارتقى شهداؤنا في محطات مختلفة من المعركة، ولم يظهر أي تراجع في أدائه طيلة هذه الحرب. نحن نملك مؤسسة قوية، وكلما تقدم أخٌ لحمل الراية، حمل معها أمانة من سبقه من الشهداء والقادة".

وأشار إلى أن السابع من أكتوبر قدم نموذجًا واضحًا لما يمكن أن يحدث في حال قررت الأمة مواجهة الاحتلال.

تفاصيل الاتفاق

وبيّن حمدان أن الاتفاق الذي وقعته المقاومة هو ذاته الذي وقّعته في مايو الماضي، والذي أكدت فيه أنها لن تقبل بأي اتفاق يخسر فيه الفلسطينيون، ولن تسمح للاحتلال بفرض أي تعديلات تخدم موقفه.

وأوضح أن المقاومة وضعت محددات أساسية لهذا الاتفاق، وهي: وقف شامل للعدوان، وإعادة الإعمار دون قيود، وصفقة تبادل أسرى، قائلًا: "هذا هو جوهر الاتفاق".

وعبّر عن ثقته بانطلاق سريع لعملية الإعمار، وإحداث نقلة نوعية، مضيفًا: "شعبنا قادر على صناعة البطولة والحياة معًا".

حكومة توافق وطني

وفي سياق آخر، شددّ حمدان على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، قائلًا: "الصيغة الأمثل للوضع في غزة هي تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإن تعذّر ذلك، فنحن منفتحون على جميع الصيغ، ويمكن الوصول إلى اتفاق على آلية معينة، ولدينا أفكار تقود إلى تشكيل إدارة وطنية لغزة".

واستبعد إمكانية تهرب نتنياهو من تنفيذ الاتفاق، مؤكدًا أن "فرص انسحاب نتنياهو من الاتفاق ليست كبيرة، ومع استمرار عمليات الإفراج، تتزايد نداءات المطالبة بمواصلة تبادل الأسرى، خاصة مع ارتفاع آمال عائلات الجنود بعودتهم أحياء، كما أن هناك تراجعًا داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن الاستمرار في هذا المسار".

وتابع: "الجيش الإسرائيلي، رغم إجرامه، يعاني من الإرهاق، خاصة في ظل التغييرات القيادية التي تجرى داخله".

كما كشف عن وجود أطراف عربية تعهدت بالمساهمة في إعادة إعمار غزة في حال تم عقد مؤتمر للإعمار، موضحًا أن الحركة تتواصل مع جهات عديدة لإيصال الكرفانات، وأن قيادة الحركة تنسق مع الجانب المصري والجهات المعنية لتسهيل ذلك.

وأعلن أن حركته تجري اتصالات مع الفصائل الفلسطينية، قائلًا: "لدينا حوارات مع القوى المختلفة من أجل الوصول سريعًا إلى تشكيل إدارة وطنية، سواء كانت لجنة إسناد مجتمعي أو إطارًا أوسع".

وبشأن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ردّ حمدان قائلًا: "تصريحه يعكس جهله بالشعب الفلسطيني، الذي لن يقبل أي شكل من أشكال الابتزاز، وإذا كان يريد مساعدة شعبنا، فعليه فقط أن ينهي الاحتلال، وحينها سيكون الفلسطينيون قادرين على بناء أنفسهم بأنفسهم".