فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"تجيد الحرب النفسية بقدر ما أجادت المقاومة"..

ما رسائل القسَّام من اختيار منزل السَّنوار كمحطة لتسليم الأسرى؟ محللون يجيبون

...
ما رسائل القسَّام من اختيار منزل السَّنوار كمحطة تسليم الأسرى الإسرائيليِّين؟ محللون يجيبون
غزة/ فلسطين أون لاين

أفرجت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى في صفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى، عن 3 أسرى إسرائيليين و5 تايلانديين. وسلّمت كتائب القسام مجندة في جباليا صباحاً، ثم تبعتها سرايا القدس ظهراً وأفرجت عن التايلانديين وأسيرين إسرائيليين في خان يونس على مقربة من منزل الشهيد القائد يحي السنوار.

وتعليقاً على العمليتين، قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، إن المشاهد من غزة مروّعة وأطالب بضمان أمن الرهائن وعدم تكرار هذه الصور، ونقلت إسرائيل رسائل تهديد وغضب للوسطاء القطريين والمصريين بسبب مشاهد إطلاق سراح الأسرى، بحسب قناة كان العبرية.

كذلك، أثارت مشاهد الحشود حفيظة وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيتمار بن غفير، الذي قال: "مسرورون بعودة أغام وأربيل وغادي ولكن الصور المرعبة من غزة توضح بما لا يدع مجالاً للشك بأننا لم نحقق النصر التام بل الفشل التام".

ما رسائل القسام؟

من جهته، رأى الخبير العسكري الفريق المتقاعد قاصد محمود، أن حركة حماس حاولت جلب الإسرائيليين إلى مربع بيت السنوار الذي دمره الجيش الإسرائيلي، مضيفاً أن في ذلك محاولة لإظهار ما وصفه "الزهو الفلسطيني".

ولم يستبعد الفريق المتقاعد أن يكون تسليم الأسرى المقبل عند أنقاض بيت رئيس الحركة الأسبق الشهيد إسماعيل هنية.

"مشهد استثنائي"

واعتبر الفريق محمود أن المشهد اليوم "استثنائي"، والفصائل أبدت مرونة واضحة ولهم مصلحة في إتمام العملية، بعد الخلاف الذي حصل بشأن الأسيرة أربيل يهود.

وأظهرت المشاهد والالتفاف الشعبي "صورة حقيقية عن الروح الفلسطينية" التي تعلو فوق الجراح والخسائر والدمار، وفق الفريق محمود.

"عرض قوة"

وتحدث محمود عن وجود عرض قوة من قبل حركة حماس والفصائل المشاركة معها بهدف إثبات أن "سردية الخسائر والدمار غير صحيحة تماماً" بالنسبة للجانب العسكري.

وبشأن طريقة التسليم وانتشار المقاتلين، وتسليم الأسرى مشياً بين الحشد البشري، قال محمود إن المشهد عبارة عن "استعراض قوة حقيقي" لإرسال رسائل بعد زعم إسرائيل القضاء على "المقاومة" وإثبات أنها لا تزال موجودة، وفق قوله.

واعتبر أن المشي بين الحضور فيه احتكاك بالشعب، وقال إن كتائب القسام تريد، تعزيز حضورها لدى الفلسطينيين.

وبشأن التسليم في موقعين مختلفين، الأول في جباليا شمال قطاع غزة، والثاني في خان يونس في الجنوب، تحدث الفريق محمود عن حسابات أمنية، واحتمالية وجود مكان احتجاز الأسيرة، كما أن الفصائل تريد إرضاء مختلف المناطق في قطاع غزة.

واعتبر أن سبب وجود حشد سكاني كبير في عملية التسليم في خان يونس، قد يعود إلى أن التسليم في المرات الماضية حدث في الشمال، وهي المرة الأولى التي يجري التسليم جنوباً منذ وقف إطلاق النار.

أما من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أنه" لا يوجد في الاتفاق نصا يمنع حركة "حماس" من ممارسة ذلك" .

وأضاف القرا:" من الطبيعي أن تستغل حركة "حماس" هذا الحدث من أجل إيصال رسائل مهمة، وهي تجيد الحرب النفسية بقدر ما أجادت المقاومة على مدار حرب الإبادة".

وأشار إلى وجود دلالة مهمة أن يكون التسليم من مخيم جباليا وكذلك أمام منزل السنوار في خان يونس ، مع صورة الخنجر الذي يغرس في جسد شعار لواء جفعاتي .

واعتبر القرا أن تعليق الإعلام الإسرائيلي على هذه الاستعدادات يؤكد مدى نجاح هذه الطريقة من قبل كتائب القسام.

من جهته شدد الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن اختيار جباليا وخان يونس لها دلالات كثيرة جمعت هذه المناطق بالأسرى ورموز المقاومة وأدائها في الميدان، ليؤكد ذلك أن اليد العليا للمقاومة.

وقال أبو شمالة لـ" قدس برس":" مخيم جباليا الذي دمره العدو بكل أنواع الأسلحة لعدة أشهر، يرتدي اليوم ثوب الفرح، وهو يشارك في عملية تبادل الأسرى، ويساهم في إطلاق سراح عشرات أسرى المؤبدات من أبناء الضفة الغربية المحتلة".

واضاف: ستكون خان يونس ومن أمام منزل يحيى السنوار مشاركة في هذا العرس الفلسطيني؛ ما يعني أن وعدك يا يحيى السنوار بتحرير أسرى المؤبدات عنوة وخاوة قد تحقق."

وتابع :"نم قرير العين يا شهيد، فلم تخذلك غزة، ولن تخون العهد الضفة الغربية، ولما تزل المقاومة صاحبة الكلمة العليا.".

وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تثب مجددًا قدرتها العالية على التحكُّم في المشهد عبر عمليات تسليم منظمة أبهرت العالم،  وبعد أن مرّغت أنف جيش العدو المجرم في رمال غزة.

وأوضحت حماس في تصريح صحفي، أنَّ الحدث اليوم يؤكد وحدة كتائب القسام وسرايا القدس وقوى  المقاومة في الميدان وفي إدارة عملية التبادل التي تمت أمام بيت الشهيد القائد يحيى السنوار.

وأضافت "تنوع تنفيذ عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من مختلف مناطق القطاع، في جباليا الصمود، وفي  خانيونس ومن أمام بيت القائد الشهيد المشتبك يحيى السنوار، رسالة للعالم بأن شعبنا باقٍ على أرضه، وسيواصل المقاومة، ومُصَمِّم على التحرير والعودة".

وأكدت أنّ المناطق التي دمرها الاحتلال  وأعدم الحياة فيها تشهد اليوم أحد مشاهد الانتصار لشعبنا ومقاومتنا  في تحقيق وإنجاز عمليات التبادل.

وأشارت حماس، إلى أن الجميع يترقّب اليوم تحرير الدفعة الجديدة من أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال الفاشي، بعد أن أُرغم العدو الصهيوني على الإفراج عنهم في إطار صفقة (طوفان الأقصى)، ونجدد عهدنا لهم ولشعبنا المرابط على مواصلة السير معًا على طريق الحرية والاستقلال.