فلسطين أون لاين

خبير إسرائيلي يتساءل: من دفن أحلام النصر؟

...
ترجمة فلسطين أون لاين

وجه الخبير الاستراتيجي والجنرال السابق، البروفيسور الإسرائيلي أرئيل إلداد، سهام نقده إلى القيادات العسكرية والسياسية التي أرخت - برأيه - بثقل إخفاقاتها على نتائج حرب غزة، ودفنت أحلام الإسرائيليين في تحقيق نصر حاسم. 

في مقالٍ بصحيفة "معاريف" يحمل عنوانًا استفهاميًّا لاذعًا: "من دفن أحلام النصر؟"، رفض إلداد الرواية الرسمية التي تتحدث عن "هزيمة مفاجئة" لجيش الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، مؤكدًا أن الكارثة لم تكن بسبب هزيمة عسكرية، بل لأن الجيش كان "غير موجودٍ أصلاً" في ساحة المعركة. 

ووصف المشهد بأن الوحدات القليلة التي واجهت الهجوم كانت بلا قيادة واضحة، وبلا تعزيزات تصل في الوقت المناسب، مما سمح لـ"حماس" بالسيطرة لساعات. وأضاف: «المسؤولية لا تقع على عاتق هليفي وفينكلمان وحدهما، بل على كل من كان في غرفة القيادة ذلك اليوم.. استقالاتهم جاءت متأخرةً، وبقاء آخرين في مناصبهم يُشكِّل إهانةً لضحايا الكارثة». 

وشدد إلداد - وهو أحد الأصوات البارزة في اليمين الإسرائيلي - على أن الانسحاب الإسرائيلي من شمال قطاع غزة كجزء من صفقة تبادل الأسرى يُعتبر سابقة تاريخية مقلقة، حيث تتنازل (إسرائيل) لأول مرة عن أراضٍ كانت تحت سيطرتها خلال الحرب مقابل إطلاق سراح أسرى. وحذَّر: «هذا ليس انتصارًا لـ(إسرائيل)، بل خطوة تضعف موقفها التفاوضي مستقبلًا.. كيف سنمنع حماس من اختطاف المزيد مقابل التنازل عن مكاسب أخرى؟». 

وهاجم الكاتب التحوُّل في المفاهيم العسكرية الإسرائيلية التي استبدلت مصطلح "الاحتلال" - الذي يعني السيطرة الكاملة على الأرض وتطهيرها من عناصر المقاومة- بـ"المناورة"، والتي يراها مجرد عمليات محدودة تختبئ خلفها خسائر بشرية فادحة دون ضمانات أمنية. وقال: «القيادة العسكرية أخفقت في إبلاغ الحكومة بحقيقة أن المناورة لن تحقق النصر.. كان على هليفي أن يصرخ في وجههم: لا يمكن هدر دماء الجنود في معارك لا تُحقِّق سوى مكاسب إعلامية لحماس!». 

وحذَّر إلداد من أي مشاركة إسرائيلية في مشاريع إعادة إعمار القطاع، واصفًا إياها بـ"الانتحار الاستراتيجي"، خاصةً مع توريد مواد بناء كالإسمنت والحديد التي ستُستخدم - بحسبه - لإعادة إنشاء أنفاق حماس وتعزيز بنيتها العسكرية. وذكَّر: «التنازلات الإنسانية السابقة لم تُسعِد أحدًا.. كل مليار ننفقه على غزة سيتحوَّل إلى رصاصة في صدور أبنائنا»، وفق تعبيره.

اختتم إلداد مقاله بدعوة صريحة إلى ثورة شاملة في المؤسسة العسكرية والسياسية، مطالبًا بإقالة كل من تورط في إخفاقات الحرب، وإنشاء لجنة تحقيق وطنية تُحاسِب حتى الدوائر السياسية. وختم: «النصر لم يُدفن بسبب قوة العدو، بل بسبب ضعفنا.. ومن لا يتعلم من التاريخ، ستدفنه أخطاؤه تحت ركام الهزائم».

المصدر / فلسطين أون لاين