أبهرت كتائب الشهيد عز الدين القسام العالمَ برسم مشهد تسليم المُجندات الإسرائيليّات الأسيرات، بطريقةٍ جعلت العالم يشاهدُ مرةً أُخرى تفوُّقَ المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي، ليس عسكريًّا فحسب، بل نفسيًّا وإعلاميًّا.
المشاهدُ المَرسومةُ بعنايةٍ، وفقًا لِما يَقولُه نُخبٌ ومُغردون، أظهرَتِ الاحتلالَ الإسرائيلي في حالةِ قَهْرٍ وعَجْزٍ، وحَمَلتْ رسائلَ واضحةً بأنَّ المقاومة قادرةٌ على فَرْضِ إرادتها وصناعةِ مِعْدلةٍ جديدةٍ قوامُها النَّديةُ والقوة، رغم ما يَملكه الاحتلالُ من قُدراتٍ عسكريةٍ.
مجلدات لن تكفي لسرد
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) January 25, 2025
ما كتبت المقاومة من انتصارات
في لحظة تسليم الأسيرات المجندات#صفقة_طوفان_الأقصى pic.twitter.com/MeTtovD7Pi
وأظهرت كتائبُ عز الدين القسام، برفقة سرايا القدس التي شاركت في مراسم تسليم المُجندات الإسرائيليّات، تَنظيمًا دقيقًا في مشهدٍ استثنائيٍّ، وصفه موقع "والا" الإسرائيلي بأنه "صدمةٌ وهزّةٌ لكل (إسرائيل)".
جَرَت عمليةُ التسليم أمس بإشرافِ اللجنة الدولية للصليب الأحمر في "ميدان فلسطين" وسط مدينة غزة، وشَمَلت الإفراجَ عن أربع مُجنداتٍ إسرائيليّاتٍ أسيراتٍ، ضمن الدفعة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى، وذلك في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يشمل أيضًا إطلاقَ سراح 200 أسيرٍ فلسطينيٍّ.
رسائل قوية
يرى الكاتب والمحلِّل السياسي ياسر الزعاترة أن المشاهد التي وثَّقت عمليةَ تسليم الأسيرات الإسرائيليّات كانت مَرسومةً بعنايةٍ فائقةٍ، كما في المرة السابقة، وتحمل رسائلَ قويةً للاحتلال وأعوانه. وأشار إلى أنها تركت الاحتلالَ في حالةِ قَهْرٍ وذهولٍ، فيما أصابت رئيسَ وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"الهستيريا"، لتتركه هائمًا مع وَهْمِ "نصره المُطلق".
تغطية صحفية: مشاهد من تسليم الأسيرات المجندات وآخر لحظاتهن في قطاع غزة قبل أن تفرج عنهن المــقاومة ضمن صفقة طـٕوفان الأحرار. pic.twitter.com/Rtuls1PUMp
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 25, 2025
وأكَّد الزعاترة في تغريدةٍ على منصة "إكس" أن "هذه المشاهد لم تكن موجَّهةً للعدو الصهيونيّ فحسب، بل أصابت عصابةَ رام الله والمتصهينينَ أيضًا، فيما أظهرت مشاهدُ إطلاق سراح أسرانا واحتفالُ ذويهم روعةَ المقاومة وقدرتَها على "إذلال وجوه الغزاة".
أكَّد الزعاترة أن هذه المشاهدَ شهادةٌ أُخرى على إصرار الفلسطينيين على حقِّهم في فلسطين من بحرها إلى نهرها، مُواجهين الغزاةَ وأعوانَهم. ورأى أنَّ المقاومةَ ليست مجردَ خيارٍ، بل هي السَّبيلُ لتحقيق الكرامة واستعادة الحق.
من جانبه، قال الباحثُ في الشأن العسكري بالمعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية محمود جمال: إنَّ مشاهدَ تسليم المُجندات الإسرائيليّات أظهرت رسالةً واضحةً بأنَّ "المقاومة باقيةٌ، والاحتلالُ يعيش بين هزيمتين: هزيمةِ المعارك، والهزيمةِ النفسية التي تُعَمِّقُها صورُ المقاومة وهي تَستعرضُ قوَّتَها بما غَنِمَتْه من عتاد العدو".
انتصارٌ أخلاقي
بدوره، قال وزير الخارجية التونسي الأسبق د. رفيق عبد السلام: إنَّ هذه المشاهدَ تعكس انتصارَ غزةَ سياسيًّا وعسكريًّا وأخلاقيًّا، في مقابل المشهد المُرتبك في (تل أبيب). وأضاف أنَّ المُطبِّعين العرب يحاولون تسويقَ الهزيمة الفلسطينية لأنها انعكاسٌ لحالتهم النفسية المهزومة.
حضور جماهيري كبير في ميدان فلســ. طين بمدينة غــ.زة قبل تسليم المــ. قاومة للأســ.يرات ضمن صفقة طو.فان الأحرار وعناصر القســ. ام يعتلون منصة وضعت في ميدان فلســ. طين بمدينة غــ. زة قبل تسليم #الأسيرات_المجندات الأربعة pic.twitter.com/vXDiBtE405
— نـ ـورس مـ ـهاجـ ـر 𝙽𝙰𝚆𝚁𝙰𝚂 𝙼𝚄𝙷𝙰𝙹𝙴𝚁 (@go_hi25) January 25, 2025
وصف الخبير العسكري منير شحادة المشهدَ بأنه "ذكيٌّ وبطولي، وسيخلده التاريخ"، مؤكدًا أنه يعكس استعدادَ المقاومة للتضحيةِ من أجل الكرامة والعِزَّة، وأنَّ هذا العرضَ سيبقى شاهدًا على قُدرتِها على إذلال الاحتلال وإعلاء راية فلسطين في وجه كل الطغاة.
إهانةٌ لنتنياهو
أما الصحفي رضوان الأخرس، فذكر أنَّ المشهدَ أغاظَ الصهاينةَ الذين اعتبروه "مهينًا وساخرًا" من جيش الاحتلال؛ حيث ألبستْهُنَّ كتائبُ القسام الزيَّ العسكري، وصعدنَ إلى المنصة حاملاتٍ شهاداتِ الإفراج، وقُمْنَ بإلقاء التحية على السَّجَّانين والجماهير، مع عبارةٍ خلفَهُنَّ: "انتصار المظلومين على الصهيونازية"، بينما يحمل مجاهدو القسام بنادقَ "التافور الإسرائيلية" التي غنموها من قوات الاحتلال.
📌كتائب القسام تسلم الأسيرات المجندات بالزي العسكري للصليب الأحمر في ميدان فلسطين وسط مدينة #غـزة
— Ennahar Tv النهار (@ennaharonline) January 25, 2025
📌الصليب الأحمر يوقع على عملية إستلام المجندات في ميدان فلسطين وسط مدينة #غزة pic.twitter.com/Pq13TC0s7z
بدوره، كتب الكاتب أدهم شرقاوي في تدوينةٍ ساخرًا من ادعاءات الاحتلال بشأن إنهاء وجود حماس وحلِّ كتائب القسام، مُشيرًا إلى أنَّ المشهدَ الحاليَّ، حيث تُذِلُّ كتائبُ القسام الاحتلالَ أثناء تسليم الأسيرات، لم يشهد مِثلَه الصهاينةُ منذ يوم خيبر.
من جهته، وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. عبدالله الشايج مشهدَ الإفراج عن المُجندات بأنه "إهانةٌ واضحةٌ لبنيامين نتنياهو وعصابته المتطرفة"، فبدلًا من أن يتحكم الاحتلالُ بمصير الأسرى، فرضت حماس شروطَها وأطلقت سراحَ الأسيرات تحت راية "طوفان الأقصى" وشعار "انتصار المظلومية على الصهيونية"، مُؤكدةً أنَّ قوَّتَها السياسية والعسكرية تفوقُ دعاوى نتنياهو بالنصر المطلق.