علَّق المحلل العسكري رون بن يشاي،‘ على ظهور كتائب الشهيد عز الدين القسّام بزيّها العسكري وبكامل عتادها في اليوم الأول من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في ظل ترحيب وتجمع شعبي كبير ووسط هتافات تشيد ببسالة المقاومة في معركة "طوفان الأقصى" التي دكّت جنود الاحتلال وكبدتهم خسائر كبيرة.
وقال بن يشاي في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن الحكومة "الإسرائيلية" تتجاهل أن "حماس ليست هيئة دينية متعصبة وخارجية فرضت نفسها على السكان، بل هي تعبير تنظيمي حقيقي عن رغبات غالبية سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة".
وأضاف " في الثقافة والتطلعات والأيديولوجية، فإن حماس هي غزة وغزة هي حماس".
وانتقد الحكومة اليمينية المتشددة التي يقودها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تسوق مصطلحات مثل "إسقاط حماس" و"النصر الكامل".
وأشار إلى أن هذه عبارات غامضة في عالم الأدب والشعر، وليست مطالب تضعها حكومة مسؤولة على ما أسماه بـ"عدو أيديولوجي قاس".
ومن جهته، قال المحلل السياسي للصحيفة ذاتها آفي يسسخاروف، إن ما جرى هزيمة سياسية.
وقال يسسخاروف إن "حالة الأسيرات الثلاث التي تم الإفراج عنهن، وهن ينقلن إلى سيارات الصليب الأحمر في قلب غزة، محاطات بآلاف الفلسطينيين، بينهم مئات مسلحين بعصابات رأس خضراء.. تسلط الضوء على حجم الهزيمة السياسية لبلد وحكومة اختارا بوعي إدامة حكم حماس في غزة، حيث ظلت حماس قائمة بعد 15 شهرا من الحرب".
وأضاف "على الرغم من أن الحكومة برئاسة نتنياهو أعلنت أنها ستعمل على القضاء الشامل على حماس بمجرد بدء الحرب، فإن المنظمة لم تنجو عسكريا فحسب، بل بقي حكمها سليما".
عقَّب المُحلل العسكري للقناة 14 العبرية نوعم أمير، على المشاهد المتداولة لتسليم الأسيرات "الإسرائيليات" يوم أمس الأحد وظهور مقاومي حماس بقوة في شوارع غزة.
ووصف أمير تلك المشاهد بأنها دليل حقيقي على فشل "إسرائيل" عسكريًا في تحقيق أهدافها.
وتساءل: كيف نجحت حماس في إثبات وجودها و الصمود بعد 15 شهرًا تقريبًا من الحرب والعمليات القتالية العنيفة والقاسية التي لم يسبق لها مثيل رغم الدمار شبه الكاملة في غزة ورغم تعهدات الجيش بالقضاء على مقدرات حماس.
وتابع: لقد حرص المتحدث باسم الجيش دانئيل هجاري على استعراض صور للدمار في غزة وترويجه كصورة انتصار ؛ لكن مشهد المسلحين في غزة أثناء تسليم الأسيرات كان دليلًا على أن الواقع مختلف تمامًا وأن المصطلح الأفضل لما حدث هو فشل عسكري وسياسي، وتذكرة بأن المهمة في غزة لم تنتهِ بعد.

