في أحدث العمليات النوعية، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها هاجموا قوة إسرائيلية من 25 جنديًا في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأوقعوا جميع أفرادها بين قتيل وجريح، بعد الإغارة على مبنى تتحصن به، والتعامل معها بمختلف أنواع الأسلحة.
وقالت الكتائب -في منشور بحسابها على تطبيق تليغرام- وفور حضور قوة النجدة، تم تفجير حقل ألغام في ناقلتي جند، ولا تزال النيران مشتعلة في المبنى، والاشتباك مستمر في منطقة "النجيلي".
وأضافت، أن المقاتلين فجروا حقل ألغام في ناقلتي جند إسرائيليتين لدى وصول قوة لنجدة الجنود المتحصنين في المبنى.
من جهته، وصف الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي عملية كتائب القسام المركبة وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بأنها من أكبر عمليات المقاومة خلال الحرب، وتشير إلى تحول دراماتيكي من عمليات دفاعية إلى عمليات إغارة هجومية.
وأوضح الصمادي -في تحليله للتطورات العسكرية في قطاع غزة- أن العملية تشكل صفعة وفشلا إستراتيجيا للإسرائيليين، مقابل نجاح عملياتي وإستراتيجي لفصائل المقاومة.
ووفق الخبير العسكري، فإن عملية القسام تدل على "قدرات احترافية عالية وفائقة الجودة لأنها ضمن بيئة عمليات خطرة جدا"، واصفا الأمر بأنه "شيء أسطوري يدهش الخبراء العسكريين".
وأعرب الصمادي عن قناعته بأن عملية القسام برفح قد تكون بمشاركة فصائل أخرى نظرا لكونها عملية مركبة ومحكمة، وتشير إلى أن قيادة المقاومة متماسكة وفاعلة، "فالتخطيط مركزي ولكن التنفيذ لا مركزي".
ويتطلب مهاجمة قوة مكونة من 25 جنديا -وفق الصمادي- تخطيطا ورصدا وجمع معلومات استخباراتية وعملا مشتركا، لافتا إلى استخدام معظم أنواع الأسلحة في العملية مثل القذائف المضادة للدروع والتحصينات والرشاشات والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة وتفجير حقل ألغام.
وتشير العملية إلى قدرة المقاومة على تنظيم عملها القتالي، وفعالية بعض شبكات الأنفاق للاستخدام، إلى جانب مرونة المقاومة تكتيكيا وقدرتها على التأقلم والتكيف عبر استغلال نقاط قوتها مقابل نقاط ضعف جيش الاحتلال، حسب الصمادي.
وأكد أن العملية تأتي بعد مرور 252 يومًا من دخول جيش الاحتلال إلى رفح و465 يوما على بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستدل على نوعية العملية بأنها جاءت بعد تدمير الاحتلال معظم المنازل في رفح وتسطيحها أرضا باستخدام الطائرات المجنحة والمسيّرة والعمودية بالتوازي مع القصف المدفعي المكثف.
وخلص الخبير العسكري إلى أن "جيش الاحتلال يخوض حربا عبثية، وبات بحاجة إلى وقف إطلاق النار بغزة أكثر من المقاومة، بسبب الإرهاق والخسائر البشرية المادية، إذ يغوص في وحل الاستنزاف".
وأواخر أغسطس/آب الماضي، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت (أقيل لاحقا) أن الجيش الإسرائيلي "قضى على لواء رفح" التابع للقسام، وذلك بعد عملية برية بدأت في المدينة الحدودية مع مصر في السادس من مايو/أيار 2024.
تواصل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لليوم الـ 465 من معركة "طوفان الأقصى" دكّ جنود الاحتلال واستهداف آلياتهم بمحاور التوغل في قطاع غزة، مكبّدة الاحتلال خسائر "باهظة" بالأرواح والعتاد.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بمقتل 5 جنود وإصابة 11 آخرين في هجوم بصاروخ مضاد للدروع شمالي القطاع.
ومن جانبه، أكد أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام -اليوم- أن خسائر قوات الاحتلال شمالي القطاع أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه.
ومنذ بدء العملية الحالية في شمال قطاع غزة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2024، قُتل 50 جنديَّا، ومن بينهم 11 قتيلاً في بيت حانون، 10 منهم قتلوا في الأسبوع الماضي وحده.
إجمالي عدد الجنود القتلى والجرحى
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، قتل 835 جنديا بينهم 400 قتلوا بالمعارك البرية في داخل قطاع غزة والتي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين أول 2023.
وأضاف أنه منذ بداية الحرب جرح 5606 جنود بينهم 2550 بالمعارك البرية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن 16 جنديا ما زالوا يتلقون العلاج من جروح خطيرة و170 جروحهم متوسطة و11 طفيفة.
وخلفت العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة التي بدأت قبل 100 يوم حوالي 5000 شهيد ومفقود و9500 جريح و2600 معتقل، بينهم نساء وأطفال.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 156 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة لليوم 464 تواليًا، والتي أدت لاستشهاد 46 ألفاً و565 شهيدٍ و109 آلاف و660 إصابة بجروح متفاوتة بينها خطيرة وخطيرة جداً، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وفق آخر معطيات منشورة عن وزارة الصحة الفلسطينية.
المصدر : الجزيرة