فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير حرق منازل المواطنين في جنين.. السلطة والاحتلال وجهان لعملة واحدة

...
جنين- غزة/ محمد سليمان:

"أتقبل هدم وحرق منزلي من قبل اليهود وجيش الاحتلال كونه عدوي، ولكن أن يأتي ابن شعبك ويحرق منزلك فهذا هو قمة القهر والظلم"، بهذه الكلمات بدأ الأربعيني محمد عمايرة حديثه حول قيام أجهزة أمن السلطة بحرق منزله في مخيم جنين.

يؤكد عمايرة أن أجهزة أمن السلطة أقدمت على حرق منزله المكون من طابقين في مخيم جنين، بعد اقتحامه ومطالبة سكانه بإخلائه والخروج من المخيم باتجاه المدينة قبل أيام. 

منزل عمايرة يعد واحدًا من عشرات المنازل التي قامت أجهزة أمن السلطة بحرقها بالكامل خلال اعتدائها المستمر على مخيم جنين والمقاومين فيه، وتدمير البنية التحتية، وقتل المواطنين، بما في ذلك الأطفال والنساء.

يقول عمايرة لصحيفة "فلسطين": "استشهد ابني وأخي منذ السابع من أكتوبر، واحتسبنا الشهداء عند الله، ولكن أن يأتي ابن شعبك يقتحم منزلك ويطلب منك إخلاءه بشكل مفاجئ ثم يشعلون النار فيه، فهذه كارثة وجريمة وطنية". 

ويضيف عمايرة: "بعد أقل من ساعة من خروجي من المنزل تحت تهديد سلاح أجهزة أمن السلطة، وصلني اتصال من الجيران يؤكد أن بيتي اشتعلت فيه النار بعد خروج أجهزة أمن السلطة منه".

ويتساءل عمايرة عن السبب الذي جعل أجهزة أمن السلطة تقوم بحرق منزل مواطن قتل الاحتلال أهله، وسبق واعتقلوه، بدلًا من تكريمه والحفاظ عليه وحمايته من هجمات المستوطنين واقتحامات جيش الاحتلال.

منزل آخر يحترق

في الحارة المقابلة لمنزل عمايرة، أحرقت أجهزة أمن السلطة أيضًا منزل المواطن عزمي حسينية في مخيم جنين، وهو شقيق الشهيد المقاوم أمجد.

يؤكد حسينية لـ"فلسطين"، أن مجموعة من عناصر أجهزة أمن السلطة اقتحموا منزل عائلته في مخيم جنين بقوة كبيرة، وطالبوا أهله بالخروج منه بعد توجيه السلاح نحوهم، والصراخ على النساء والأطفال. 

يقول: "استخدم عناصر أجهزة أمن السلطة البنزين والزيت المحروق والمولوتوف خلال حرقهم منزلنا الذي سبق وهدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي أربع مرات من قبل، إما بقصفه أو بتفخيخه".

ويضيف حسينية: "تفاجأنا بحرق منزلنا من قبل أجهزة أمن السلطة التي يفترض أن تكون مهمتها حماية المواطنين وليس إضرام النار في منازلهم وممتلكاتهم، خاصةً عندما يأتي ذلك من أبناء جلدتنا".

ويوضح أن حرق منزلهم من قبل أجهزة أمن السلطة يأتي ضمن اعتداءات السلطة على المقاومين وممتلكاتهم في مخيم جنين، وقتل أهله وتشريدهم من منازلهم.

ويردف بالقول: "مشهد حرق منزلنا من قبل أجهزة أمن السلطة يشبه تمامًا ما يقوم به جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال حرقهم لمنازل سكان القطاع".

ويشير إلى أن السلطة أحرقت أيضًا منزل جده في مخيم جنين، ومنازل عدد من جيرانهم بعد إخلاء سكانها بشكل قسري، وحرق ممتلكاتهم وذكرياتهم داخل منازلهم.

انتهاكات مخالفة للقانون

رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، صلاح عبد العاطي، يؤكد أن الانتهاكات التي تمارسها أجهزة أمن السلطة على المواطنين في جنين هي مخالفة للقانون.

ويقول عبد العاطي لـ"فلسطين": "إقدام عناصر من أجهزة أمن السلطة على حرق منازل مواطنين في مخيم جنين هو عمل مدان، ويجب وقف الحملة على المخيم، وضمان حقوق المواطنين". 

ويشدد على ضرورة أن تعمل السلطة على حماية السلم الأهلي، وتعزيز مبادئ سيادة القانون، وضمان تقييد أجهزة أمن السلطة بمهماتها بمنع انتهاك حقوق الإنسان، ومنع التعدي على الحقوق والحريات وممتلكات المواطنين. 

ويوضح عبد العاطي أن الانتهاكات التي تمارسها السلطة في مخيم جنين تأتي ضمن العقوبات الجماعية، والتي من ضمنها فرض الحصار على المخيم، وعدم الاستجابة للمبادرات التي تدعو إلى تطويق محاولات جر الضفة إلى الاقتتال الداخلي.

المصدر / فلسطين أون لاين