فلسطين أون لاين

تقرير الطفل أبو نبهان.. خرج لإحضار وجبة لعائلته فسقط داخل قدر طعام

...
عبد الرحمن أبو نبهان .jpg
دير البلح/ إبراهيم أحمد

انتهت محاولة الطفل عبد الرحمن أبو نبهان الحصول على حفنة من الطعام الذي توزعه إحدى التكيات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بوفاته بطريقة مأساوية، بعدما سقط داخل قِدْرٍ مملوء بإحدى الوجبات البسيطة التي يتهافت عليها النازحون.

في ظهيرة ذلك اليوم، خرج عبد الرحمن حاملاً بيديه النحيلتين طبقاً فارغاً على أمل العودة إلى أسرته التي تقيم داخل مدرسة إيواء بوجبة تخفف عنها وطأة الجوع، لكنه وبفعل التدافع أمام التكية سقط داخل القدر.

أصيب الطفل، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، بحروق شديدة نتيجة السقوط في القدر شديد الحرارة، ليفارق الحياة بعد عدة أيام من المكوث داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، تاركاً الكثير من الحسرة والألم في قلوب والديه وأشقائه.

تفاصيل المأساة

وروى نبيل أبو نبهان، والد الطفل الشهيد عبد الرحمن، لصحيفة "فلسطين" تفاصيل المأساة قائلاً: "لم أكن أتخيل أن أفقد ابني بتلك الطريقة المؤلمة بعدما كان كل ما يطمح إليه هو الحصول على بعض الطعام من إحدى التكيات أمام مدرسة إيواء في منطقة أرض المفتي شمال مخيم النصيرات".

وأضاف: "نقيم في تلك المدرسة التي تحولت إلى مركز إيواء منذ عدة أشهر بعدما قصف جيش الاحتلال منزلي في المخيم، وتفاقمت معاناتنا بسبب الظروف الصعبة وصعوبة توفير الطعام لأسرتي، فلم يكن أمامنا من خيار سوى الوقوف في طوابير التكيات التي تقدم الطعام بين الحين والآخر".

وتابع: "كان طفلي، شأن المئات من الأطفال الآخرين، يتزاحمون أمام التكية لمحاولة الحصول على وجبة متواضعة، لكن في ذلك اليوم حصل تدافع شديد انتهى بسقوط عبد الرحمن داخل القدر، ليكابد الكثير من الألم والمعاناة خلال أربعة أيام قبل أن يفارق الحياة".

الوالد المكلوم عبر عن أسفه لعدم وجود تنظيم لتوزيع الطعام على النازحين في مراكز الإيواء، خصوصاً في ظل حاجة معظم العائلات للوجبات والمواد الضرورية للبقاء على قيد الحياة، معرباً عن أمله في استخلاص القائمين على تلك التكيات للعبر من مأساة وفاة طفله.

معاناة يومية

وأشار إلى أن التزاحم والتكدس أمام التكيات أصبح أمراً مألوفاً حتى حين توزيع أبسط الأشياء كالماء، في ظل استمرار معاناة المواطنين بفعل العدوان المستمر على القطاع منذ 15 شهراً.

وبكثير من الحسرة، قال نبيل إن طفله لم يعتد الوقوف في طوابير للحصول على ما يسد رمقه من الطعام، وكان يعيش حياة طبيعية، لكن استمرار العدوان على غزة أحال حياته إلى كابوس، لتنتهي محاولته الأخيرة بمأساة سيظل هو يتجرع مرارتها طوال ما تبقى من حياته.

وناشد أبو نبهان العالم التحرك لإيقاف العدوان الإسرائيلي على القطاع وإجبار الاحتلال على وقف سياسة التجويع التي ينتهجها ضد المواطنين، مضيفاً: "الدول التي تدّعي اهتمامها بحقوق الإنسان ترى وتتابع ما يحدث في غزة وتقف مكتوفة الأيدي وكأننا لسنا بشراً من هذا العالم".

واختتم بالقول: "لا يوجد مكان آمن في غزة، ومن ينجو من الموت قصفاً يمكن أن تنتهي حياته خلال محاولته الحصول على وجبة طعام أو ربطة خبز، كما حدث مراراً خلال أشهر العدوان المتواصل على القطاع".

وباتت التكيات الملاذ الأخير لمعظم النازحين في غزة مع استمرار العدوان، رغم أنها لا تلبي سوى القليل من حاجة المواطنين، في ظل نقص المواد الغذائية وقلة السيولة النقدية بسبب إغلاق المعابر، وما ينتج عنه من ارتفاع كبير في الأسعار.

المصدر / فلسطين أون لاين